كان سلام الله عليه مثالاً فذّاً
للأخلاق الكريمة ، والشيم العظيمة ، ووكظم الغيظ في اسمه ووصفه ، من ذلك ما روي :
أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان
بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبّه إذا رآه ، ويشتم عليّاً فقال له
بعض حاشيته يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر ، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي ، وزجرهم ،
وسأل عن العُمَري فذكر أنّه يزرع بناحيةٍ من نواحي المدينة ، فركب إليه ، فوجده في
مزرعة له ، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العُمري : لا توطيء زرعنا ، فتوطّأه عليه
السلام بالحمار ، حتّى وصل إليه ، ونزل وجلس عنده ، وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم
غرمت على زرعك هذا؟
قال : مائة دينار.
قال : فكم ترجو أن تُصيب؟ قال : لستُ
أعلم الغيب.
قال له : إنّما قلت كم ترجو أن يجيئك
فيه؟
قال : أرجوا أن يجيء مائتا دينار.
قال : فأخرج له أبو الحسن عليه السلام
صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : هذا زرعك على حاله ، والله يرزقك فيه ما ترجو.