responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس    جلد : 1  صفحه : 56

وهو جد الترك الأعلى بيافث بن نوح ، ثم راعى اجداد التوراة ، فكأنه جمع الروايات الأولى وسلسل النسب واتخذ منه وحدة واستفاد من أنساب العرب وقواعد ترتيبهم فوضع كتابه. ولعله اعتمد على الروايات الشائعة والمدونات كما حكى ذلك. وقد قضى ما عليه من بلغ الجهد ... سوى أن اللغة واشتراك ألفاظها حتى في الأبعد تدل على أن الأصل واحد مما لا يدع ارتيابا.

ولما كنا نرى كل أمة تدعي أن لها جدا تقف عنده أو اسما عاما سميت به ثم اتخذته جدا ووقفت عنده صارت بذلك كل أمة تدعي أنها بنت ذلك الجد الذي تعده ابن السماء وأنها العريقة في الأصل لا تضارعها أمة وهو مدار فخرها وتنظر إلى باقي الأمم بدرجة منحطة عنها فقيل إن (ترك) جد أعلى لأمة الترك وهكذا اعتبرت أيضا أقسامها الكبرى أقسام الأمة من قبائل اساسية ـ اجدادا تالين. وهكذا على مراتبهم بأن اعتبرت لكل جد فروعا كما هو مرئيّ لها في تفرع الافخاذ ... فلم تشأ أن تخرج عن هذا الأمر المحسوس لديها.

وأما الفكرة القائلة بأن الناس كلهم من آدم وآدم من تراب ، وأن القبائل والشعوب وسائل التعارف لا طريق التناطح والتخاصم ... فلم تكن معروفة قبل الإسلام ، أو أنها كانت بصورة ضئيلة جدا. فلتأييد هذه الصلة بين الأقوام قرّب علماء الإسلام ، بين أنساب الشعوب فوصلوها بأنساب العرب والإسرائيليين اعتمادا على أقدم كتاب ذكر أولاد آدم وسلسل احفاده وهو (التوراة) ووسعوا القول فيه. ولا يزال العلماء يتحرون جهات التقارب من طريق اللغة والسحنات والحالات الاجتماعية والعادات وهكذا نرى علماء الغرب يقربون إليهم من عدوه من العنصر الآري ... ولذا حينما اتصل المغول بالعجم انتقلت إليهم هذه الفكرة من طريق المسلمين فوصلوا اجدادهم بآدم وربطوا هذه الصلة بأقوى الاسباب تأييدا لما جاء في القرآن الكريم واستفادة من عموميته وتقريبه

نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست