فلما رأى المستعصم الخرق واسعا
وأن ليس للداء الذي حل من طب
مشى كارها والموت يعجل خطوه
يؤم لفيفا من بنين ومن صحب
وراح بعقد الصلح يجمع شمله
كمن راح بين النون يجمع والضب
فأمسكه رهنا وقتل صحبه
هلاكو ولم يسمع لهم قط من عتب
وأغرى ببغداد الجنود كما غدا
بادماء يغري كلبه صاحب الكلب
فظلت بهم بغداد ثكلى مرنّة
تفجع بين القتل والسبي والنهب
وجاسوا خلال الدور ينتهبونها
وصبوا عليها بطشهم أيما صب
وأمسى بهم قصر الخلافة خاشعا
مهتكة استاره خائف السرب
وباتت به من واكف الدمع بالبكا
عيون المها شتراء منزوعة الهدب
وراحت سبايا للمغول عقائل
من اللآء لم تمدد لهنّ يد الثلب
لقد شربوا بالهون أوشال عزّها
وما أسأروا شيئا لعمرك في القعب
فقلص ظلّ كان في الملك وارفا
وأمحل ملك كان مغلولب العشب