responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس    جلد : 1  صفحه : 215

قوة على المناضلة عن كيان دينهم ... وهكذا فعل باقي أعداء المسلمين ممن دخلوا في الذمة ، وصاروا من المعاهدين ... يبثون ما من شأنه التشويش ويروجون إذاعة روح التفرقة سواء في كلماتهم ، أو أعمالهم ، أو سائر أحوالهم حتى مدوناتهم التاريخية ... إلا أن قلة العناصر الأخرى من أكبر دواعي خذلانها وعدم الاستطاعة في التأثيرات الكبرى على الدين والثقافة ، وتغلبت الأخوة الدينية في الأكثرية الساحقة ... وأن كان الأثر مشاهدا في السياسة وملموسا ... ولا تعاب الحكومة إلا من جهة تعصبها الشديد للعرب بزيادة عن غيرهم ...

لم ينتبه العرب في الدور الأموي لتغلب الفرس من طريق الاعتصام بالمخالفين إلا وقد انقلب الحكم وزالت الأموية من العراق وغيره ... وقد جربت تجارب عديدة أو اكتشفت مؤامرات كثيرة لقلب الحكومة العباسية في عين الطريقة التي قضى بها على الأموية بل أشد وأقوى فذهبت التدابير عبثا وبلا جدوى وإن كلفت بما لا يستهان به بل تعد من البواعث الكبرى للقضاء على الحكومة العباسية ... لما نالها من التأثير المتوالي ... ونجاحها في هذه ظاهري ...

أما التدابير الأخرى التي قامت بها العباسية كالقضاء على أبي مسلم الخراساني أولا وعلى البرامكة ثانيا ، وجلب الأتراك لإيقاف تغلب الفرس عند حد والسيطرة عليهم ... فهي مما كون بلاء آخر وحول الحكومة من فارسية إلى تركية ...

وذلك أن القوم لم يحتاطوا دائما وفي غالب أحوالهم لقهر اعدائهم ، أو المناوئين لهم ، أو المتغلبين من رجالهم ... كما فعل أسلافهم وأوائلهم الذين كانوا يفكرون في الأخطار وما ينجم من بوادر الحوادث والإشارة الخفيفة تكفي للتنبه ... وأن يتداركوا الخلل وتوقع المصائب ببصيرة ... وإنما استهوى القوم النعيم وتركوا الحزم وفاتتهم اليقظة للحوادث وأبطرهم المال ، وانغمسوا في الملاذ واتبعوا الشهوات والأهواء ...

نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست