نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 1 صفحه : 115
التتر والخوارزمشاهية :
إن خوارزمشاه
محمد علاء الدين قضى على حكومات صغيرة وخرب فيها وانتهب وقارع الخلافة والحكومات
مبعثرة ، لم تكن كتلة واحدة ، ولا استقرت حكومة خوارزمشاه بعد الحروب الدامية ولا
اكتسبت انتظاما ولا قويت سلطتها على الممالك المفتوحة ... فهي في حالة تأسيس إدارة
قوية ففاجأها التتر ، ولم تبق حكومة قوية تخلفها في انكسارها. وهذه الممالك
انهكتها الحروب وتبعثرت أحوالها ...
وعن هذه قال
ابن الأثير : «إن هؤلاء التتر إنما استقام لهم هذا الأمر لعدم المانع ، وسبب عدمه
أن خوارزمشاه محمدا كان قد استولى على البلاد ، وقتل ملوكها وأفناهم ، وبقي هو
وحده سلطان البلاد جميعها ، فلما انهزم منهم لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من
يحميها ...» انتهى [١].
وهذا السبب
المسهل يضاف إلى قوة جنگيزخان التي قضت على حكومات وأقوام كثيرة ، وأنهم من أهل
البداوة والاعتياد على شظف العيش والبساطة ، والاكتفاء بما حصل وأن الكل محاربون ،
ونساؤهم وأولادهم عون لهم في غزوهم وحروبهم ... وهذه الأسباب والظروف المتقدمة لا
تخرج عن كونها مسهلات وإلا فالقوة في الأصل عظيمة ومدربة ، وقانونها (الياساق)
قاطع لا يقبل التردد ، أو الافتكار ، بل هو واجب التنفيذ ، وأمراؤهم منقادون لرأس
واحد ولا يسوغ لهم الاختلاط بأحد ، والمراجعة مع آخر أو التدخل في سياسة ، (فالطاعة)
أصل الآمرية والمأمورية ... والجيش منسق ومنظم تنظيما لا يكاد يتيسر لمن قبله ...
وأقوى من كل
مقارع له من أي قوم وأمة ، وليس هناك سر من الأسرار أو شيء خارق للعادة ، فمن ملك
هذا الجيش المنقاد ودبره هذا التدبير ،