نام کتاب : الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن جلد : 1 صفحه : 223
يه) برهان آخر على تجرّد النفس الناطقة تجرّدا
تامّا عقليّا ، وهو البرهان السابع
من نفس الشفاء في أنّ قوام النفس الناطقة غير
منطبعة في مادة جسمانية.
قال الشيخ :
وأيضا ممّا يشهد لنا بهذا ويقنع فيه أنّ
القوّة الدراكة بالآلات يعرض لها من إدامة العمل أن تكلّ لأجل أنّ الآلات تكلّها
إدامة الحركة وتفسد مزاجها الذي هو جوهرها وطبيعتها ، والأمور القويّة الشاقّة
الإدراك توهنها وربما أفسدتها ولا تدرك عقيبها الأضعف منها لانغماسها في الانفعال
عن الشاق كالحال في الحس فإنّ المحسوسات الشاقة والمتكررة تضعفه وربما أفسدته
كالضوء للبصر ، والرعد الشديد للسمع ، ولا يقوى الحس عند إدراك القوىّ على إدراك
الضعيف فإنّ المبصر ضوء عظيما لا يبصر معه ولا عقيبه نورا ضعيفا ، والسامع صوتا
عظيما لا يسمع معه ولا عقيبه صوتا ضعيفا ، ومن ذاق الحلاوة الشديدة لا يحسّ بعدها
بالضعيفة ، والأمر في القوّة العقلية بالعكس فإنّ إدامتها للعقل وتصوّرها للأمور
التي هي أقوى تكسبها قوّة وسهولة قبول لما بعدها ممّا هو أضعف منها ، فإن عرض لها
في بعض الأوقات ملال أو كلال فذلك لاستعانة العقل بالخيال المستعمل للآلة التي
تكلّ فلا تخدم العقل ، ولو كان لغير هذا لكان يقع دائما وفي الأكثر والأمر بالضدّ.
بيان : قوله : «يشهد لنا بهذا» أي بكون
النفس غير جسمانية. وقوله : «تكلّ» ، الأوّل من الكلال والثانى من الإكلال. وعبارة
البرهان في النجاة قريبة من عبارة الشفاء بهذا العنوان : برهان آخر في هذا المبحث
، وأيضا مما يشهد لنا بهذا ويقنع فيه إلخ. وفي النجاة : المستعمل للآلة التي تكلّ
هي فلا تخدم ... وفي أكثر الأحوال الأمر بالضدّ وفي
نام کتاب : الحجج البالغة على تجرّد النفس الناطقة نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن جلد : 1 صفحه : 223