وَ لَاأَخَذْتُ مِنْهُ إِلَّا كَقُوتِ أَتانٍ دَبِرَةٍ، وَ لَهِيَ فِي عَيْنِي أَوْهَى وَ أَهْوَنُ مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ.
بَلى! كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكمِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ، وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ نِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ. وَ مَا أَصْنَعُ بِفَدَكوَغَيْرِ فَدَكٍ، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَدٍ جَدَثٌ تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَ تَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَ حُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ في فُسْحَتِهَا، وَ أَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لَأَضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَ سَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَراكِمُ؛ وَ إِنَّما هِي نَفْسِي أَرُوْضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ، وَ تَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ.
نهج البلاغه با ترجمه فارسى روان ؛ نص ؛ ص652
لَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصفَّى هذَا الْعَسَلِ وَ لُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَ نَسَائِجِ هذا الْقَزِّ. وَ لَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَ يَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ- وَ لَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ الَيمَامَةِ مَنْ لَاطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَ لَاعَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ- أَوْ أَبِيتَ مِبْطَانَاً وَ حَوْلِي بُطُوْنٌ غَرْثَى، وَ أَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُوْنَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَ حَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ
وَ حَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ!
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: هذَا أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ، وَ لَاأُشَارِكُهُمْ فِي مَكارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُوْنَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوْبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ، هَمُّهَا عَلَفُهَا؛ أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلَافِهَا، تَلْهُو عَمَّا يُرادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَك سُدًى وَ أُهْمَلَ عَابِثَاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلَالَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيْقَ الْمَتَاهَةِ!
وَ كَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُوْلُ: