responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغه با ترجمه فارسى روان نویسنده : مكارم شيرازى، ناصر    جلد : 1  صفحه : 438

وَ اخْتِلَافِ الْأَضْلَاعِ، وَ اسْتِكَاكِ الْأَسْمَاعِ. وَ ظُلْمَةِ اللَّحْدِ، وَ خيفَةِ الْوَعْدِ. وَ غمِّ الضَّرِيحِ، وَرَدْمِ الصَّفِيحِ.

فَاللَّهَ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ! فَإِنَّ الدُّنْيَا مَاضِيَةٌ بِكُمْ عَلَى سَنَنٍ، وَ أَنْتُمْ وَ السَّاعَةُ فِي قَرَنٍ.

وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا، وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا، وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلَى صِرَاطِهَا. وَ كَأَنَّها قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلازِلِها، وَ أَنَاخَتْ بِكَلاكِلِهَا، وَ انْصَرَمَتِ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا، وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا، فَكَانَتْ كَيَوْمٍ مَضَى أَوْ شَهْرٍ انْقَضَى، وَ صَارَ جَدِيدُهَا رَثّاً، وَ سَمِينُهَا غَثًّا. فِي مَوْقِفٍ ضَنْكِ الْمَقَامِ، وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ، وَ نَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا، عَالٍ لَجَبُهَا، سَاطِعٍ لَهَبُهَا، مُتَغَيِّظٍ زَفِيرُهَا، مُتَأَجِّجٍ سَعِيرُهَا بَعِيدٍ خُمُودُهَا، ذَاكِ وُقُودُهَا، مَخُوفٍ وَعِيدُهَا، عَمٍ قَرَارُهَا، مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا، حَامِيَةٍ قُدُورُهَا، فَظيعَةٍ أُمُورُهَا.

«وَسِيقَ الذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلى الْجَنَّةِ زُمَراً» قَدْ أُمِنَ الْعَذَابُ، وَ انْقَطَعَ الْعِتَابُ.

وَزُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ. وَ اطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ، وَ رَضُوا الْمَثْوَى وَ الْقَرَارَ. الَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا زَاكِيَةً، وَ أَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً. وَ كانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً، تَخَشُّعاً وَ اسْتِغْفَاراً؛ وَ كَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلًا، تَوَحُّشاً وَ انْقِطَاعاً. فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَآباً، وَ الْجَزاءَ ثَوَاباً، وَ كانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا فِي مُلْكٍ دَائِمٍ، وَ نَعِيمٍ قَائِمٍ.

فَارْعَوْا عِبَادَ اللَّهِ مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ. وَ بِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ. وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِما أَسْلَفْتُمْ، وَ مَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ. وَ كَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ الَمخُوفُ. فَلا رَجْعَةً تَنَالُونَ، وَ لَاعَثْرَةً تُقَالُونَ. اسْتَعْمَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ، وَ عَفَاعَنّا وَ عَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.

إلْزَمُوا الْأَرْضَ، وَ اصْبِرُوا عَلَى الْبَلَاءِ. وَ لَا تُحَرِّكُوا بِأَيْدِيكُمْ وَ سُيُوفِكُمْ فِي هَوَى أَلْسِنَتِكُمْ،

نام کتاب : نهج البلاغه با ترجمه فارسى روان نویسنده : مكارم شيرازى، ناصر    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست