responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 24

2. العفو:

إنّ الاحتمال الآخر الذي ذكرناه للعفو في تفسيرنا (الأمثل)، ولم يشر إلى هذا المعنى أيٌّ من مفسّري الشيعة أو السنّة، هو المعنى اللغوي للعفو، أي إنّ أحد مصاديق الإنفاق وموارده يتمثل بالتغاضي عن الأخطاء التي تصدر عن الآخرين، والعفو عنها والتجاوز عن أي قصور أو تقصير يبدر منهم، وهذا أعلى درجات الإنفاق.

لو اعتاد المسلمون هذا النوع من الإنفاق لحلّت كثير من مشاكلهم، وأقفلت‌

العديد من ملفات نزاعاتهم، وهل فكرتم مرّة في سبب ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا؟

عندما ندرس ملفات الطلاق، نلاحظ أنّ بدء الاختلافات والنّزاعات تنشأ من أمور صغيرة جدّاً وتافهة، فلو بادر المخطئ بالإعتذار عن خطئه، وقبل الطرف الآخر ذلك وتجاوز عنه، أو عفا عنه، لوئدت المشكلة في مهدها، ولكن، للأسف فإنّ الإصرار والمكابرة والغرور لا تدع مجالًا للمخطئ بتقديم الاعتذار، كما أنّ نزعة الانتقام وقصر النظر وضيق الصدر لا تعطي مجالًا للطرف الآخر بالعفو والمسامحة، وبالتالي فإنّ المشكلة علاوة على عدم حلّها، تتفاقم يوماً بعد يوم، حتى تنتهي بالطلاق والانفصال، التي لها آثار سيئة على الزوجين، وأولادهما، وأقربائهما، والمجتمع كلّه، حيث سنشير إلى بعض هذه الآثار فيما يلي:

أ) الانكسار النفسي والروحي الذي يسيطر على الزوج والزوجة المطلقين، والذي قد يرافقهما طوال حياتهما، حاملة معها الكثير من الآثار السيئة.

ب) مواجهة المطلَّقين في تجاربهما الزوجية الأخرى لمشكلات عديدة، إذ عندما يتقدم الرجل المطلق للزواج من امرأة ما، عندها يتساءل أهل تلك المرأة، والمرأة نفسها حول السبب الذي دعا هذا الرجل لتطليق زوجته السابقة، وما هي الصفات غير المناسبة التي يحملها ذلك الرجل لتدفعه للقيام بهذا الأمر البغيض؟ وما الذي يضمن عدم تكرار هذا الأمر في هذه التجربة الجديدة؟ وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة المطلقة عندما تُطرَح على شخص ما للزواج بها، فإنّه سوف يطرح نفس الأسئلة، وبالتالي فإنّ كلا المطلَّقين سوف يعانيان المشاكل في زيجاتهم الأخرى بعد تجربة الطلاق المرّة.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست