responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 156

أدلة وجود الروح:

توجد أدلة كثيرة لإثبات وجود الروح أشرنا إليها في الجزء الخامس من كتابنا (نفحات‌القرآن)، وفيمايلي‌سوف نقوم بالإشارة إلى ثلاثة نماذج منه بشكل مختصر:

1. الدليل العقلي:

لكل منا ذكريات عن مرحلة طفولته ونشأته ومرحلة دراسته وخدمته العسكرية، وما حدث أثناء قيام الثورة الإسلاميّة وخلال حرب ثمان السنوات المفروضة، وغير ذلك ممّا نحفظه في ذاكرتنا وتبقى هذه الذكريات لسنوات في ذهننا ولا يطرأ عليها أي تغير، في حين أنّ مادة الدماغ في تحول دائم وتتبدل كل سنة بشكل كلّي، فكيف تبقى هذه الذكريات باقية معنا على الرغم من تبدل هذه المادة؟ وأين تقع ملفات ذكرياتنا من الدماغ؟ وأين تتوضع جميع تلك الصور عن الماضي القريب والبعيد في دماغنا؟ ولو جعلنا المادة الدماغية تحت مجهر دقيق ومتطور جدّاً نستطيع أن نكتشف به أدق وأكثر الجراثيم تطوراً فإننا لن نستطيع إيجاد تلك الصور والذكريات التي نتذكرها، إذاً فإنّ مكان تلك الذكريات والصور تقع أبعد من الدماغ وجسم الإنسان وتسمى الروح ولكن أين تقع الروح؟ نعم، إنّ جميع تلك الملفات والذكريات تحفظ مؤرشفة في ذلك المكان، وإلّا لو أنكرنا الروح فإننا لن نستطيع أن نجد إجابة على الأسئلة المذكورة أعلاه، وبتعبير آخر: فلنفترض أننا

جالسون بجانب بحر تتلاطم أمواجه وكلما أردنا أن نسعى لدرك نهاية تلك المياه فإننا لا نستطيع أن نرى إلّا الماء، وأن نشاهد بجانب ذلك البحر جبالًا عظيمة تطاول السماء، ونستطيع أن نشاهد تلك الجبال وحولها غابات واسعة مليئة بالأشجار، ونتمتع بالنظر إلى تلك المناظر الطبيعية الجميلة والجذابة، فإذا قمنا بعد ذلك بإغلاق أعيننا لحظة واحدة فماذا سيحدث؟ نلاحظ أنّ صورة جميع تلك المشاهد من البحار والجبال والغابات والأشجار انطبعت في أذهاننا، ونستطيع أن نراها بنفس ذلك المقياس لا أصغر منه وتوجد في أذهاننا عندها يجب أن نتساءل أين توجد تلك الصور والخرائط في الخلايا الرمادية من دماغنا؟ يعتقد الماديون أنّها آثار فيزياوية وكيمياوية لدماغنا، ولكن هل يمكن قبول أنّ تلك الصور التي تتمتع بتلك الكبر تستطيع أن تحفظ في خلايا دماغنا التي تكون بتلك الصغر والدقّة وتحتفظ فيها دون أن تصغر ذرة واحدة؟ لذا يجب علينا أن نقبل أنّ هناك روحاً عظيمة ما وراء أجسادنا، حيث تتوضع تلك الصور بنفس مقياسها الحقيقي هناك. يعتقد العلماء أنّ خلايا أجسادنا تمرّ في حالة تجديد تدريجي بحيث إنّه تنشأ خلايا جديدة مرّة كل سبع سنوات، بمعنى أنّ الشخص الذي يبلغ من العمر (70) عاماً قد تغيّرت خلايا جسده لعشر مرّات ولكن مع ذلك فإنّ شخصيته لم تتغير، فهل يعني أنّ وحدة شخصية الإنسان وعدم تبدلها هي نتيجة جسدية، لذلك الجسد الذي يتعرض لتغيير مستمر ودائم، أو أنّها نتيجة روحية تشكل حلقة اتصال بين هذه الأجساد؟ ولهذا فإنّه لا شك أنّ الإنسان يمتلك بالإضافة إلى جسد روحاً كذلك.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست