إنّ البحث حول الروح الإنسانية يعتبر الخط الفاصل بين الإلهيين والماديين، إذ
يعتقد الإلهيّون أنّ الإنسان مركب ثنائي له جسم وروح، وبعد موته تنفصل روحه عن
جسمه وتبقى حية وتعود إلى الجسم يوم القيامة حيث ترتبط به ويتحقق المعاد الجسماني
والروحاني.
أمّا الماديون فينكرون مثل هذه الفكرة ولا يعتقدون بأنّ الإنسان مركب من جسم
وروح بل مركب من جسم فحسب، وأنّ الفكر والتدبير والعقل والذكاء وأمثال ذلك من
الخواص الكيمياوية والفيزياوية لمادته الدماغية، الذي لا يرون منعاً من إطلاق
الروح عليه ولكن بعد موت الإنسان يتلاشى هذا الروح ولا يحيى من جديد، إذ إنّهم
يشَبِّهونَ دماغ الإنسان وما تعززه من مواد وخواصها بتلك الغدد اللعابية في جسم الإنسان
التي لها خواص كيمياوية وفيزياوية.