responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 15

نحن والنظم:

إننا نعتبر جزءً من هذا العالم الواسع والكبير، نلاحظ النظم السائد على كل أجزائه، فهل نستطيع العيش خلافاً للنظام الحاكم على الكون بدون مراعاة النظام والإنضباط في حياتنا؟ إذا لم نحكّم النظم على حياتنا ألا نصبح عند ذاك تنوءاً نافراً في هذا المسير الدقيق؟، وبالتالي سوف نكون محكومين بالفناء؟

إنّ إحدى حالات الفوضى التي نلاحظها في حياة بعض الأفراد، يتمثّل في عدم تنظيم ساعات النوم واليقظة، حيث جعل الله تعالى النهار للعمل والنشاط، كما ورد في القرآن الكريم، وسخّر الليل للراحة والنوم (1)، ولكن، للأسف نلاحظ أنّ بعض الناس، وخلافاً لهذا القانون يسهرون حتى طرف الليل، وهذه الفوضى وعدم البرمجة بين النشاط والراحة، مصدر للكثير من المشاكل والأمراض.

لِمَ لا نلاحظ النظام حاكماً على المؤسسات والإدارات في الحكومة الإسلاميّة، إذ نواجَه بعدم حضور الموظف إلى مكان عمله، على الرغم من مرور ساعة أو ساعتين على الوقت المحدَّد لبداية الدوام، وهذا الأمر ينطبق على رئيس المؤسسة كذلك؟

طبقاً للإحصاءات الصادرة من مديرية توجيه الطرق وإدارة المرور في بلدنا، يعدّ هذا البلد من البلدان التي تعاني من أكثر نسب حوادث السير في العالم، حيث يصل عدد الإصابات الناتجة عن حوادث السير 27 ألف شخص سنوياً، في حين إنّ أمريكا فقدت في حربها في العراق طوال أربع سنوات أربعة آلاف شخص فقط، نعم إننا نفقد من الأفراد سنوياً بمقدار أربعة أضعاف خسائر حرب ما، بسبب الفوضى وعدم الانضباط في استخدام وسائل النقل، وعدم مراعاة القوانين والمقررات الناظمة للسياقة والتوجيه في الطرقات.

إنّ الفوضى وعدم الانضباط الحاكم على سير وحركة الدراجات النارية، والضرب بعرض الحائط لقوانين وضوابط السير والسياقة من قبل بعض سائقي الدراجات النارية، وسوء استعمالهم لهذه الوسيلة، أدى إلى خسائر لا تعوّض مادية ومالية، وفي الأرواح، بالإضافة إلى سلب الأمان في حركة وسائل النقل، حتى دعا بعض الشعراء المعاصرين اعتبار هذه الوسيلة زميلًا بل منافساً لعزرائيل في عمله.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست