responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 135

توزيع الثروة:

للأسف الشديد فإنّ التوزيع الظالم وغير العادل للثروة يعتبر مصيبة كبرى وداءً عضالًا لا دواء له في عالم اليوم، حيث تعكس الإحصائيات والأرقام ذلك، إذ إنّ‌

80% من ثروات العالم يمتلكها 20% من سكانها، وأما 20% الأخرى من ثروات العالم فهي تحت تصرف 80% من سكانها، وهذا الفاصل بين هاتين الطبقتين تزداد يوماً بعد يوم، حيث يزداد الأغنياء غنىً ويزداد الفقراء فقراً، وكل الاختلافات والنزاعات والمشاكل التي يعاني منها عالم اليوم هو نتيجة هذه المشكلة العضال، وللأسف الشديد فإنّ عالم اليوم لايمتلك أي برنامج لحل هذه المعضلة، وتحقيق التوزيع العادل للثروة، ولايمكن له أن يمتلك مثل هذا البرنامج لأنّ التفكير المادي لايسمح بالتوزيع العادل للثروة.

سؤال: هل يوجد في الإسلام برنامج لحل هذه المعضلة؟

جواب: نعم، إنّ الإسلام يمتلك برنامجاً لحلّ مثل هذه المعضلات وكافّة المشكلات والمسائل التي يحتاج الإنسان إليها حتى يوم القيامة، ومن يدّعي أن برامج الإسلام محصورة بالعبادات والطاعات، فهو جاهل ليس له علم بهذه الأمور، وبتعبير آخر قد يتخيل هؤلاء الواهمون أنّ الإسلام في برامجه يفكر فقط في خلق ارتباط بين الخلق والخالق، ولكنه يفتقر إلى برامج حول علاقة الخلق بالخالق، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر حجّة له والمعروفة بحجّة الوداع الكثير من هذه الأمور حيث قال:

ي- ا أيُّها النَّاسُ وَاللهِ مَا مِنْ شَي‌ء يُقَرِّبُكُم مِنَ الجَنِّةِ وَيُباعِدُكُم مِنَ النّارِ إِلّا وَقَدْ أَمَرتُكُم بِهِ وَم- ا مِنْ شَي‌ء يُقَرِّبُكُم مِنَ النَّارِ وَيُباعِدُكُم مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا وَقَدْ نَهيتُكُم عَنْهُ‌

(1).

نعم، كل مايحتاج إليه الإسلام تمّ طرحه وذكره من قبله، كل شي‌ء موجود في الإسلام ولكننا لم نفهم الإسلام فهماً صحيحاً، إذ نمتلك من المعارف والعلوم التي لا نقدِّرها أو نعرف قدرها، ولا ندركها إلّا بعد سنوات وأحياناً مئات السنوات، وأخيراً كان لدي حديث مع مسؤولي القضاء تحدثنا عن بعض الأمور منها مجالس حلّ النزاعات، حيث بدأت هذه المجالس أعمالها ونشاطاتها منذ عدّة سنوات، وكانت‌

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست