responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 129

الطائفة الأولى: علم الغيب محصور بالله عزّ وجلّ:

1. نفى رسول الله صلى الله عليه وآله- كما في الآية 31 من سورة هود- عن نفسه معرفة علم الغيب فيقول تعالى معبراً عن ذلك‌ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ‌.

2. في الآية الشريفة 179 من سورة آل عمران، نفى تعالى علم الغيب عن الجميع بدون استثناء، فيقول تعالى: وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ‌.

النتيجة من الآيتين أعلاه والآيات المشابهة لها، أنّها تدل على أنّ علم الغيب محصور بالله عزّ وجلّ، ولا حظ لأي شخص فيه.

الطائفة الثانية: لغير الله عزّ وجلّ حظ من علم الغيب:

بناءً على طائفة من آيات القرآن الكريم كان لبعض الأنبياء السابقين علم بالغيب، فإن كان للأنبياء السابقين علم بالغيب فلرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) من بعده حظ من ذلك أيضاً، ولنشر إلى بعض من تلك الآيات:

1. طبق الآية الشريفة (49) من سورة آل عمران، ادّعى نبي الله عيسى عليه السلامعلم الغيب، يقول تعالى: وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَة مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌. وبناءً على هذه الآية الكريمة، فقد كان لنبي الله عيسى عليه السلاممعجزات منها: أنّه كان يعلم أموراً خافية على الناس في عصره، إذ كان يستطيع أن يخبر عن الأطعمة التي يأكلونها ومايدّخرونه في بيوتهم، ولهذا فإنّ أحد الأنبياء والرسل من أولي العزم أي عيسى عليه السلامكان له حظ من علم الغيب.

2. في قصة سيدنا موسى عليه السلاموالخضر عليه السلامالتي ورد تفصيلها في سورة الكهف ذكر مايلي:

إنّهما ركبا يوماً السفينة فخرقها الخضر عليه السلام، ولما رآه موسى عليه السلاميفعل ذلك اعترض عليه، فأجابه الخضر: ألم نتفق على ألّا تعترض على أي أمر أقوم به حتى أشرح لك الحكمة من عملي، فاعتذر منه موسى واستمر في السفر، وأثناء السفر قام الخضر عليه السلامبقتل غلام، عندها لم يتحمل موسى عليه السلامذلك فاعترض عليه فذكّره الخضر عليه السلامبما اتفقا عليه، فاعتذر منه موسى عليه السلام، واستمرا في سفرهما حتى دخلا مدينة، حيث وُوجِها من قبل أهلها بعدم الاهتمام أو الضيافة وعدم المساعدة، ولكن الخضر عليه السلامأثناء خروجه من المدينة، طلب من موسى عليه السلامأن يهيئ مواد بناء ليساعده في إصلاح جدار يريد أن ينقضّ، فاعترض عليه موسى عليه السلامفقال له الخضر عليه السلام: هذا فراق بيني وبينك، إذ إنّك عالم بالشريعة أمّا أنا فعالم بالتكوين،

ولكل منّا مسير مختلف عن الآخر، إذ إنني أقوم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقي، وأمّا أنت فتقوم بالوظائف التي أوكلت إليك، ولكن قبل أن ننفصل، فإنّي سوف أشرح لك حِكَم الأمور الذي قمت بها، فأمّا السفينة التي خرقتها فإنّه كان يوجد ملك في تلك المنطقة، يصادر كل السفن السالمة، وكانت تلك السفينة التي قمت بخرقها لعدّة فقراء يستفيدون منها لتأمين معاشهم وحياتهم، وقمت بهذا الأمر لأشوّه السفينة فلا يصادرها عمال ذلك الملك، ويستمر أصحابها بعد إصلاحها بكسب قوتهم من ورائها، وأمّا الغلام الذي قتلته فإنّه كان يستحق ذلك بسبب ارتداده وكان مهدور الدم، وأمّا الحائط الذي أصلحته، لأنّه كان‌

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست