responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 108

وإنّ كثيراً من أهل السنّة، عندما يقفون موقف الحكم حول نهج البلاغة، فإنّهم يأتون بأحاديث عجيبة ومحيِّرة، وفي الخطبة (221) من نهج البلاغة، عندما يتحدّث علي عليه السلامعن الحالات التي يمرّ بها الإنسان في أواخر حياته وأثناء احتضاره، ويقوم ذلك الإمام عليه السلامبوصف تلك الحالات بذلك الأسلوب الجميل والرائع، يكتب ابن أبي الحديد في ذلك (2)، بأنّه عادة ما يتخصص بعض الناس في فرع أو فرعين من العلوم، ولكن نهج البلاغة رسم تخصص الإمام أمير المؤمنين عليه السلامفي مختلف المجالات، بحيث إنّه لا يمكن تصوّر أن يكون هناك إنسان مختص ومتضلع فيها أكثر من علي عليه السلام.

فعندما نسمع علياً عليه السلاميتكلم في خطبة الأشباح (3) عن التوحيد وصفات الله عزّوجلّ بأسلوب لا يستطيع أي فيلسوف في العالم أن يتكلم أو يصل إلى مثل تلك المعارف، أو يعبّر عنها بذلك الكلام، وعندما نطالع خطبته لهمّام (4)، عندما يذكر فيها الإمام علي عليه السلاممائة وعشر من صفات المتقين بذلك الأسلوب الرفيع والعالي من الفصاحة والبلاغة، لا نستطيع أن نتصور أستاذاً في الأخلاق يمتلك تلك القدرة على توصيف المتقين، وعندما نقرأ كتابه وعهده إلى مالك الأشتر وندرس ذلك الكتاب (5)،

ونلاحظ أنّه منذ ما يزيد على (1400) عام، لم يستطع غبار ذلك التاريخ والقدم أن يتراكم على هذا الكلام، بل إنّه تحول أخيراً إلى وثيقة رسمية عزيزة في منظمة الأمم المتحدة، وتمّت ترجمته إلى مختلف اللغات، وثم يوضع تحت تصرف ممثلي كافّة دول العالم، فإننا لا نستطيع أن نتصور سياسياً يستطيع أن يتمكن من ترسيم أو وضع مثل هذا النظام لإدراة البلاد.

وما كتبه عليه السلاممن كتاب وهو على فراش الشهادة لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وباقي أبنائه (6) حيث أوصى حتى بقاتله، فإنّه لا يمكن أن نجد مثل ذلك أو يكون التاريخ قد أعطانا مثل ذلك في أي زمان ومكان.

ونظراً إلى هذه النقاط التي ذكرناها، فإننا ندعو ونوصي بتقليل تلك المسافة التي تفصلنا عن نهج البلاغة وأن نطبق ذلك الكتاب العظيم في حياتنا، حتى نبعث النور والبركة في حياتنا وعيشنا وتتغير نفوسنا.

1. البرهان في تفسير القرآن، ج 3، ص 866، ح 7259.

2. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 2، ص 608.

3. نهج البلاغة، الخطبة 91.

4. المصدر السابق، الخطبة 193.

5. المصدر السابق، الكتاب 53.

6. نهج البلاغة، الكتاب 47.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست