responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104

الأيتام المعنويون:

نستفيد من الروايات أنّ الأيتام ينقسمون إلى قسمين:

1. الأيتام الظاهريون العاديون الرائجون الذين فقدوا آبائهم أو أمهاتهم أو كليهما، وقد بحثنا حولهم.

2. وهناك الأيتام المعنويون ممّن يعبّر عنهم أحياناً بأيتام آل محمد، وهؤلاء هم الشيعة الذين لا يصلون إلى إمامهم، لأنّ الإمام بمنزلة الأب، ومن لا يصل إلى أبيه يكون يتيماً، ومن قصرت يداه عن الوصول إلى أبيه فهو يتيم، وأنّ كفالة هؤلاء الأيتام تقع مسؤوليتها على عاتق علماء الدين، ممّن قاموا طوال عصر الغيبة الكبرى للإمام المهدي عليه السلامباحتضان أيتام آل محمد وتكفلهم؛ حيث دافعوا عنهم في مقابل شبهات الأعداء؛ ولم يسمحوا لهم أن ينحرفوا، ولا شك أنّ من يتحمل مسؤولية

تكفل هؤلاء الأيتام له مكانة أرفع بكثير من كافلي الأيتام من النوع الأوّل، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله حول الأيتام المعنويين ما يلي:

أَشَدُّ مِنْ يُتمِ اليَتِيمُ الّذي انْقَطَعَ عَنْ أَبِيهِ يُتْمُ يَتيم انْقَطَعَ عَنهُ إِم- امُهُ ألا فَمَنْ هَداهُ وَأَرشَدَهُ وَعَلَّمَهُ شَريعَتَنا كَانَ مَعنا فِي الرِّفِيقِ الأَعلَى‌

(1).

يجب أن نقول بحق بأنّه إذا لم يكن علماء الشيعة موجودين ولم يتحملوا مثل هذه الصعوبات أو يبذلوا مثل هذه الجهود، ولم يقوموا بإيصال علوم أهل البيت (عليهم السلام) ومعارفهم جيلًا بعد جيل إلى الشيعة، ولم يدافعوا أمام قصف الشبهات والأكاذيب والأضاليل والتهم التي قام بها أعداؤهم العالمون والجاهلون، فإننا لم نكن نعلم أين كان الشيعة يقفون هذه الأيّام متحيرين وتائهين؟

إنّ العدو لم يقصّر لحظة ولم يتوانَ لحظة عن القيام بدعاياته المسمومة والخطيرة، ولم يتردّد عن التوسل بالكذب والتهمة للوصول إلى أهدافه غير الشريفة، ولعل نموذج ذلك إحدى الفتاوى الأخيرة لعلماء الوهابية السلفية المتطرفة حيث قال: إنّ ذبيحة اليهود والنصارى محللة، أمّا ذبائح الشيعة فهي حرام، لأنّهم أثناء ذبح الحيوان يرددون يا حسين ويا حسن بدل ذكر الله! وللأسف فإنّ هذا المتظاهر بالعلم لم يطالع كتاباً واحداً من كتب الفقه الشيعية، لأنّ كافة كتب الفقه الشيعية من زمن المعصومين الأطهار عليهم السلام حتى الآن، يوجبون ذكر الله عزّ وجلّ أثناء الذبح، وما ذكره من أضاليل لم يوجد في أي كتاب من هذه الكتب فكيف لإنسان عاقل أن يقول مثل هذا الكلام؟ في حين أنّ الحكم الإلهي لذلك ورد في القرآن الكريم، والقرآن لا شيعة ولا سنّة فيه.

في الحقيقة فإنّ من فرط تعصّبهم وامتعاضهم لا ينتبهون لما يصدرون من فتاوى كاذبة، ولهذا عندما يتعرف الشاب الوهابي إلى معارف الشيعة المليئة بالمحبّة

والعطف والمنطق والاستدلال، ويلتحق هؤلاء الشباب زرافات ووحداناً إلى هذا المذهب، فإنّهم يمتعضون من ذلك، ويفقدون سيطرتهم على أنفسهم، فصاروا ينطقون بمثل هذه الكلمات النابية والتافهة التي لا أساس لها.

1. سفينة البحار، ج 8، ص 742.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست