responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 569

سمّي‌ قونطروس‌ (أي الشرح) طبع في هامش متن التلمود، وفي ذلك الوقت وبعد انتشار كتاب راشي ظهرت مجموعة من العلماء الفرنسيين والألمانيين فيما بين القرن 12 إلى 14 م وقاموا بتدوين مجموعة عظيمة من شروح التلمود البابلي، حيث طبعت معاني التلمود إلى جانب كمارا (تفسير الميشنا). وهذه الشروح سمّيت توسافوت (بمعنى الضمائم) وتمتدّ في جذورها إلى كتاب الراشي، وكان نقطة البداية في توسافوت هو حفيد الراشي، الذي يدعى ربنوتام (ربّي يعقوب بن ميئر من أهالي رومرو). وهكذا أصبحت توسافوت أعلى من كونها شرحاً محضاً. وفيما يخصّ التقابل بين الراشي وتوسافوت أنّ ربنو تام «كان يلتذّ بإيجاد الأسئلة وخلق شبهات وعلامات استفهام دقيقة على التوضيحات والمقترحات البديعة ... ومع ذلك فمن الخطأ أن نتصور أنّ توسافوت لا تمثّل شيئاً سوى الميل للجدل أو الرغبة الجامحة في النقاش ... إنّ كتّاب توسافوت كانوا يتحرّكون قبل راشي على مستوى فهم معاني الهلاخا ... وبالتالي كشف القياسات التي تيسّر لهم حلّ المسائل الجديدة» [1] ..

والجدير بالذكر أنّ جميع الطبعات المتداولة للتلمود تتضمّن في هامش المتن، شروح الراشي إلى جانب توسافوت.

الرابع: ميشنه تورا

وفي الوقت الذي كان فيه الشرّاح الأوربيون يهتمّون بشرح وتفسير التلمود، كان هناك فراغ في وجود لائحة قانونية دقيقة ومنظّمة بعد الفاسي، فقام أحد خلفاء الفاسي، الذي كان تلميذ تلميذه وهو موسى بن‌ميمون، المعروف ب «رامبام» [2] (1204 1135)، من أهالي قرطبة في اسبانيا، بالتصدّي لهذا الأمر المهمّ، وقد سمّى كتابه ب «ميشنه تورا» الذي يعتبر أكبر كتاب للهلاخات.

وقد ألّف كتابه هذا وسمّاه بهذا الاسم بمعنى «التوراة الثانية» وكما يقول ابن ميمون في مقدّمة هذا الكتاب «إذا قرأ شخص الشريعة المدوّنة ثمّ قرأ هذا الكتاب، فسوف يتعلّم جميع ما ورد في الشريعة الشفوية ولا يحتاج بعدها للرجوع لكتاب آخر» وقد كتب هذا الكتاب بأسلوب سهل وبشكل منظّم بحيث يستوعب جميع الأقسام الأربعة عشر الأصلية للشريعة التلمودية (نظراً لأنّ النظام العددي لهم هو أربعة عشر التي تساوق‌ يَد، من هنا اشتهر الكتاب بأنّه: يَد هحزاقا، [3] أي «اليد القوية»، ونظّم هذا الكتاب وسياقه على أساس الجزمية وبعيداً عن الاستدلال والبحث في التفاصيل، لأنّ غرضه كان تدوين كتاب مرشد مختصر وكامل لفهم التلمود، ومع ذلك فالنقطة التي أثارت مشكلة في هذا الكتاب هي أنّه لا يتضمّن آراء العلماء الفرنسيين والألمانيين. وهذا العمل أثار ضدّه انتقادات عديدة، ومن جملة المنتقدين له إبراهيم بن داود من أهالي فرنسا الذي كتب إشكالاته وانتقاداته في هامش كتاب ابن ميمون. وقد سعى الكثير من العلماء في عصر ابن ميمون أو بعده للتخفيف من نواقص هذا الكتاب، ومن ذلك أنّه لم يذكر المصادر التي رجع إليها، و من هنا فإنّ آراء العلماء الفرنسيين والألمانيين بإمكانهم حلّ‌


[1].1 .M .Libel ,Rashi (Philadelphia ,6291) ;. نقلًا عن: مباني حقوق اليهود، ص 97 و 98.

[2].2 .Rambam

[3].3 .Yad HaHazakah

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست