responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 268

ويتّفق جميع الفقهاء أنّ كتاب «الحجّة» أو «البغدادي» تضمّن المذهب القديم للإمام الشافعي، وهذا الكتاب كتبه الشافعي لأحد أتباع مالك الذي كان مجتهداً في ذلك المذهب، إذن فالمذهب القديم للإمام الشافعي هو مذهب مالك، والمذهب الجديد له يعتبر مذهباً اجتهادياً مستقلّاً دوّنه الشافعي في كتابه «الامّ» [1].

وقد ذكر الشافعي في فتاواه القديمة آراء تخالف فتاواه الجديدة، ومن جملة فتاواه القديمة والجديدة كالتالي:

أ) أفتى في القديم أنّ الماء الراكد إذا كثر لا ينجس بملاقاة النجس‌ [2]، ولكن في كتابه‌ «الامّ»، (ج 1، ص 4) أفتى بنجاسته.

ب) كان يرى استحباب قول آمين [بعد قراءة سورة الحمد] في الصلوات الجهرية [3] ولكنّ ظاهر كلامه في كتاب‌ «الامّ»، (ج 1، ص 109) يوحي بوجوب قول آمين مطلقاً.

ج) إذا نوى الصيام في الليلة السابقة، ثم جُنّ، فصومه صحيح إذا شفي من جنونه في بعض ذلك اليوم‌ [4]، ولكن يتّضح من كتاب‌ «الفقه على المذاهب الأربعة» (ج 1، ص 576) أنّ فقهاء المذاهب الأربعة متّفقون على أنّ صومه باطل مطلقاً، وفي قضائه اختلاف، فالشافعية ترى أنّه إذا تناول شيئاً في الليل يؤدّي إلى‌ جنونه في النهار فيجب عليه قضاء ذلك اليوم، وإلّا فلا.

وبالنسبة لعقد النكاح، فالإمام الشافعي يرى لزوم التكافؤ بين الزوجين في الدين الإسلامي والأخلاق فقط، ولكنّ جماعة أخرى من الفقهاء الشافعية كأبي‌إسحاق الشيرازي، إمام الحرمين، والغزالي والقفّال‌قالوا بعدم كفاية المماثلة في الدين والأخلاق، بل أضافوا إليها أموراً أخرى كالحرية، والنسب، والكسب والمكانة الاجتماعية وغيرها، وطبقاً لرأي البعض أنّ التكافؤ ينبغي أن يكون في الثروة والمال والشأنيّة [5].

الأمر الخامس: نتائج التأثير

إنّ القول بتأثير الزمان والمكان له فوائد كثيرة، نشير هنا إلى موارد منها:

أ) حلّ التعارض الظاهري الموجود في السيرة النظرية والعملية للمعصومين عليهم السلام‌

إنّ الهدف من بحث دور الزمان في علاج التعارض هو الوصول إلى جمع دلاليّ وعرفيّ بين النصوص وبالتالي رفع التعارض الظاهري، لا أن يكون المراد ترجيح رواية على رواية أخرى، وبالتالي بجدّية صدور إحداهما وعدم جدّية صدور الأخرى، كما في الحمل على التقية. وببيان آخر: إنّ المراد هو أنّه مع فرض صدور كلا هاتين الروايتين وجدّية صدورهما واستعمالهما، فإنّ كلّ واحدة منهما تتعلّق بزمان أو مكان أو ظروف خاصّة، ولذلك لا تعارض بينهما.

والأمثلة على تأثير الزمان والمكان في حلّ التعارض في السيرة النظرية والعملية للمعصومين عليهم السلام من قبيل فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام، عبارة عن:

1. الأخبار الواردة في الخمس تنقسم إلى طائفتين،


[1]. تجزئة وتحليل لحياة الإمام الشافعي، ص 157- 160.

[2]. المصدر السابق، ص 152- 154؛ الإمام الشافعي في مذهبيه‌القديم والجديد، الدكتور أحمد الغراوي عبدالسلام، ص 551.

[3]. المصدر السابق، ص 152- 154؛ الإمام الشافعي في مذهبيه‌القديم والجديد، الدكتور أحمد الغراوي عبدالسلام، ص 551.

[4]. المصدر السابق، ص 152- 154؛ الإمام الشافعي في مذهبيه‌القديم والجديد، الدكتور أحمد الغراوي عبدالسلام، ص 551.

[5]. انظر: تجزئة والتحليل في حياة الإمام الشافعي، ص 309- 311.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست