وهذا الحديث يبيّن للراوي أنّه إذا رجع في هذه المسألة للقرآن الكريم فإنّه
سيجد جوابها، لأنّه إذا كان المسح على البشرة غير مقدور له، فإنّه بحكم قاعدة «لا
حرج» المستفادة من الآية الشريفة لا يسقط أصل المسح، وهذا المعنى ليس سوى تعليم
طريقة الاجتهاد لهذا الراوي.
ب) عن زرارة بن أعين [4] عن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام قال
ونرى بوضوح أنّ هذه الرواية في صدد تعليل كيفية الاستنباط والاجتهاد لزرارة،
فلو كان الاستنباط غير جائز، لكان الإمام إمّا أن يقول له: إنّ هذا حكم تعبّدي ولا
ينبغي لك السؤال عن دليله، أو يقول: نحن نفهم من الآيات هذا المعنى ولكن ليس لك
الحقّ في أن تستفيد من الآية كذلك، ولم يعلّمه طريق الاستنباط.
[4]. قال ابن النديم: كان زرارة من
أجلّ الشخصيات الشيعية في الفقهوالحديث والعلم بالكلام ومذهب التشيع. اعتبره
النجاشي من كبار أصحاب الإمامية ومن متقدّميهم في عصره. وكان قارئاً للقرآن،
وفقيهاً، متكلّماً، شاعراً وأديباً. وقد اجتمع فيه الفضل والدين. وقد روى ما رواه
جميعاً عن الإمام الصادق عليه السلام. (تذكرة الأعيان، ص 24؛ تاريخ آل زرارة، ج 1،
ص 24 و ج 1، ص 27 وص 37؛ الفهرست لابن النديم، ج 1، ص 308؛ رجال النجاشي، ص 175،
الرقم 463).