responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 23

المرتبطة بأعمال القلب التي تبحث في علم الأخلاق نظير حرمة الرياء، الحسد، الكبر وغير ذلك‌ [1]، كما أنّه مع قيد «الأدلّة التفصيليّة» تخرج معرفة المقلّد بالأحكام الفرعية وبالتالي فإنّ علم المقلِّد بفتاوى مرجع تقليده لا يحسب من‌ «الفقه الاصطلاحي» وبذلك تكون كلمة الفقه في الاصطلاح شاملة لموارد «المعرفة الاجتهادية»؛ كما أنّ «الفقيه الاصطلاحي» يراد به المجتهد فقط ولا يشمل المقلِّد.

على أيّة حال فإنّ الفقه في اصطلاح الأصوليين والفقهاء عبارة عن: مجموعة من القوانين والأوامر والنواهي الذي يستنبطها الفقيه من منابعها وأدلّتها التفصيلية ويبيّن الموقف العملي للمكلّفين أمام الخالق تعالى، ويعلِّمه الموقف الذي ينبغي اتّخاذه أمام مولاه الحقيقي.

وببيان آخر: إذا كان الغرض من خلق الإنسان هو العبودية: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» [2] فإنّ الفقه يبيّن للإنسان طريق العبودية في مقام العمل والسلوك، وعلى هذا الأساس تطلق عليه كلمة شريعة، ومنهاج، ويراد بها الطريق.

تذكير ضروري:

يتبيّن من خلال دراسة مجموع الروايات الواردة في مسألة الفقه والفقاهة أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وأئمّة أهل‌البيت عليهم السلام وفقهاء الإسلام كانوا يؤكدون على لزوم التمييز بين الفقيه الواقعي والحقيقي من غير الواقعي، وقد بيّنوا لنا المعيار للفقه الواقعي بعبارات شتّى من قبيل:

«أَلا إنَّ الفَقِيهَ مَنْ أَفَاضَ عَلَى النَّاسَ خَيْرَه ...» [3].

«ألا أُخْبِرُكُم بِالفَقِيهِ حَقّاً؟» [4].

«ألا أُخْبِرُكُم بِالفَقِيهِ حَقّ الفَقِيهِ؟» [5].

«الفَقيهُ كُلُّ الفَقيهِ مَن لَم يُقَنِّط النّاسَ ...» [6].

«فإنّا لانَعُدُّ الفَقِيهَ مِنْهُم فَقِيهاً حتّى يَكونَ مُحَدِّثاً» [7].

«لَا يكونُ الرَّجُلُ مِنكُم فَقِيهاً حتّى يَعرِف ...» [8].

وهذا الموقف من مفهوم كلمة الفقه يشير إلى شيوع نوع من الانحراف في الفهم لدى عرف المتشرّعة في ذلك الزمان في مجال الفقه والفقاهة، وهذا الانحراف مشهود مع كمال الأسف في عصرنا الحاضر أيضاً.

إنّ مصطلح «فقه»، «فقيه» و «تفقّه» ودراسة معناه اللغوي وتمييزه عن معناه الاصطلاحي وكذلك فهم هذا المعنى والمراد من هذه المفردة في ثقافة القرآن والحديث، يمكنها أن تقف في مواجهة هذا الانحراف وتؤدّي إلى منع إساءة استغلال البركات والمعطيات الجليلة للفقه والفقاهة الواردة في الكتاب والسنّة، وعدم إيجاد نوع من سوء الفهم والانحراف وفي تطبيق مصاديق المتفقّه القرآني الوارد في الآية «لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ» و «فقيه الكتاب والسنّة» أو «فقيه أهل البيت» على الأفراد، إنّ فضائل وبركات الفقيه الواردة في الروايات كثيرة، منها:

«فَضْلُ الفَقيهِ على العابِد كفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَى الكَواكِب» [9].

«إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ ...» [10].


[1]. الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة، ج 1، ص 13.

[2]. سورة الذاريات، الآية 56.

[3]. بحار الأنوار، ج 2، ص 5، ح 10.

[4]. المصدر السابق، ص 48، ح 8.

[5]. المصدر السابق، ص 49، ح 6.

[6]. المصدر السابق، ص 56، ح 34.

[7]. المصدر السابق، ص 82، ح 1.

[8]. المصدر السابق، ص 184، ح 5.

[9]. المصدر السابق، ج 78، ص 321، ح 19.

[10]. غرر الحكم، ح 4076.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست