responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 227

الأربعة أنفسهم، فإمّا لم يكونوا مطّلعين عليها ولم تسمح لهم الفرصة في الإجابة عنها، وهذه المسائل أو ما يشبهها هي الآن بدون جواب، وببيان آخر: إنّ من المعلوم أنّ المسائل التي كان الناس يحتاجون إليها في عصر الأئمّة الأربعة كانت أكثر بكثير ممّا ورد في كتب هؤلاء الأئمّة، ونحن نعيش هذا العصر ونواجه هذه المسائل أيضاً، فلو قبلنا بمقولة «انسداد باب الاجتهاد» فإنّ هذه المسائل ستبقى بدون جواب.

3. عدم الانسجام مع خلود الدين الإسلامي‌

إنّ قبول حقيقة أنّ الإسلام هو خاتم الأديان يقتضي أن تكون أحكامه عالمية وخالدة، وهذا الكلام لا ينسجم مع مقولة انسداد باب الاجتهاد والاكتفاء بفتاوى القدماء بأيّ وجه.

إنّ قبول هذه المقولة بمثابة خروج عن واقع الحياة المعاصرة، فالدين الذي لا يتمكّن من بيان وظائف الناس في جميع الأمكنة والأزمنة وبيان أحكام أعمالهم وسلوكيّاتهم، فهو دين موسميّ ومقطعيّ، وقد جاء لمجتمع خاصّ وفي عصر خاصّ وقد انتهى دوره في ذلك الزمان، وهذه هي التهمة التي يوجّهها أعداء الإسلام إلى هذا الدين الإلهيّ.

4. وقوع التضادّ في القول والعمل‌

أحياناً يبدو أنّ موقف القائلين‌ بانسداد باب الاجتهاد يشبه موقف‌ الجبريّين‌ في باب العقائد؛ الذين يقولون بالجبر في دائرة النظر والفكر، ولكنّهم في مرحلة العمل يذعنون بملكة الاختيار للإنسان، لأنّهم عندما يعتدي شخص على حقوقهم فإنّهم يعترضون عليه ويذمّونه، وإذا كانوا يسيرون في الشارع ورأوا عجلة قادمة فإنّهم ينحازون لجهة الرصيف، فهؤلاء لا يختلفون مع القائلين بالاختيار في مقام العمل ولكنّهم يختلفون معهم في دائرة القول فقط.

والكثير من القائلين بانسداد باب الاجتهاد أيضاً يتحرّكون عملًا من موقع الانفتاح، أي أنّهم يسعون لبيان ومعرفة وظيفتهم الشرعية، ويفتون في الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويستدلّون على ذلك من القرآن الكريم والأحاديث، ويؤلّفون الكتب في هذا المجال، ولكنّهم في مقام القول فإنّهم يقولون بالإنسداد.

الفصل الثالث: القائلون بانفتاح باب الإجتهاد و أدلتهم‌

يمكن القول بشكل قطعيّ أنّ‌ باب الاجتهاد في نظر أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام مفتوح في جميع العلوم الإسلامية، وفي كلّ الأزمنة ولكلّ من تتوفّر فيه الشرائط، ولا أحد من فقهاء هذه المدرسة قال بانسداد باب الاجتهاد في المسائل الشرعيّة في أيّ عصر من العصور.

والنقطة الملفتة للنظر في فقه أتباع مدرسة أهل‌البيت عليهم السلام هي أنّ هؤلاء الفقهاء بصورة عامة يفتون بحرمة تقليد المجتهد الميّت ابتداءً، ويؤكّدون على تقليد المجتهد الحيّ، ومفهوم هذا الكلام هو: لزوم وجود مجتهدين في كلّ عصر وزمان يتمكّن الناس من الرجوع إليهم واتّباعهم، وهذه المسألة تعتبر إجماعية لهم ومستوحاة من تعاليم أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست