ونقرأ في
«سير أعلام النبلاء»: بنو أمية إذا سمعوا بمولود إسمه عليّ قتلوه
[1].
وينقل
الزمخشري والسيوطي أنّه في أيّام بني أُميّة كان الإمام عليّ عليه السلام يسبّ على
أكثر من سبعين ألف منبر، وهذه السُنّة قد تركها معاوية في طيّات التاريخ الإسلامي
[2].
وممّا يدعو
للأسف أكثر أنّه عندما أمر عمر بن عبدالعزيز بترك هذه البدعة القبيحة، صاح بعض أهل
المسجد: «تركت السنّة، تركت السنّة!»[3].
كلّ هذه كانت
بالرغم من أنّ رواة الأخبار نقلوا للناس حديثاً عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و
آله أنّه قال:
وأمّا في عصر
بنيالعباس فإنّ حالة أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام لم تكن بأفضل من حالتهم
في زمان بنيأمية، بل إنّ البعض يعتقد بأنّها كانت أسوأ، وبالرغم من أنّ
بنيالعباس جاؤوا إلى سدّة الحكم بشعار الحكومة العلوية «الرضا
لآل محمّد» ولكنّهم لم يكونوا مستعدّين لتفويض السلطة للعلويين.
ومن المعلوم
في مثل هذه الظروف أنّ الإمام عليّاً عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام لا
يعيشون تحت أشدّ الضغوط والتحدّيات فحسب، بل إنّ فقه أهل البيت عليهم السلام قد
واجه أشكالًا عجيبة من الإقصاء والتهميش، بحيث أنّ شخصاً كالبخاري، الذي يعدّ من
أشهر المحدّثين لأهل السنّة، ينقل في صحيحه أحاديث كثيرة عن رواة ضعفاء ترتسم
عليهم علامات الاستفهام، ولكنّه لا ينقل ولا حديثاً واحداً عن الإمام جعفر بن
محمّد الصادق عليه السلام الذي اشتهر بالصدق والاستقامة بين جميع المسلمين.
ويعتبر ابن
حجر العسقلاني في كتابه «فتح الباري في شرح أحاديث البخاري» أنّ 80 نفراً من
الرواة الذين ينقل عنهم البخاري هم رواة ضعفاء رغم أنّ ابن حجر قد سعى لتوثيقهم
[5].
أمّا في عصر
خلفاء بني أمية وبني العباس فقلّما كان يتجرّأ أحد على الحديث عن فقه أهلالبيت
عليهم السلام.
واليوم حيث
ذابت ثلوج المواقع السلبية والرؤية المجحفة بحقّ أهل البيت عليهم السلام فمع ذلك
عندما نراجع المكتبات في الحوزات العلمية الشيعية نجدها زاخرة بكتب أهل السنّة
والفرق والمذاهب