responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104

فإنّ الإمام الكاظم والإمام الرضا عليهما السلام كانا يتحرّكان في مثل هذه الظروف الصعبة من موقع إشاعة نشر ثقافة أهل البيت وفقه آل محمّد صلى الله عليه و آله.

يقول السيّد ابن طاووس: «إنّه كان جماعة من خاصّة أبي الحسن الإمام موسى عليه السلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في كمامهم ألواح ابنوس لطاف وأميال، فإذا نطق أبوالحسن عليه السلام بكلمة وأفتى في نازلة، أثبت القوم ما سمعوا منه ذلك» [1].

يقول ابن حجر الهيثمي، العالم والمحدّث المعروف لدى أهل السنّة: «إنّ موسى الكاظم وارث علوم أبيه، وله فضل وكمال، وكان يملك العفو والصفح والحلم الشي‌ء الكثير (في مقابل الجهّال) ولذلك لقّب بالكاظم، ولم يصل أحد في زمانه بالنسبة للمعارف الإلهيّة والعلم والحلم، إلى مرتبته» [2].

وبعد الإمام الكاظم عليه السلام استلم ابنه الإمام الرضا عليه السلام مهمّة نشر علوم وفقه أهل البيت في نهاية خلافة هارون وبداية عصر المأمون العبّاسي، وكان لهذا الإمام عليه السلام دور مهمّ في ترتيب وتهذيب الأحاديث الشريفة مضافاً لتحرّكه في مجال تقوية عقيدة أهل البيت عليهم السلام والمشاركة في المناظرات المهمّة لإثبات أحقّيّة الإسلام.

يقول الذهبي عن هذا الإمام: «وكان من العلم والدّين والسُّؤدد بمكان» [3] «وقد كان عليّ الرّضا كبير الشّأن، أهلًا للخلافة» [4].

وكذلك- طبقاً لنقل أعيان الشيعة- فإنّ الحاكم النيسابوري يقول في تاريخه عن هذا الإمام: «وكان يُفتي في مسجد رسول‌اللَّه وهو ابن نيفٍ وعشرين سنة» [5].

وكتاب‌ «فقه الرضا» أيضاً ينسب إلى هذا الإمام‌ [6].

أمّا الإمام الجواد عليه السلام فقد استطاع أيضاً وفي سنوات عمره القليلة (25 سنة) من نشر فقه مدرسة أهل البيت عليهم السلام بما تسمح له الظروف والحكّام في ذلك العصر، ومن جملة ذلك أنّه كان أحياناً يحلّ مشاكل الخلفاء الفقهية وأحياناً أخرى يشترك في المناظرات ويحلّ مسائل فقهية مهمّة [7] وقد تحدّث علماء كبار من أهل السنّة عن عظمة هذا الإمام العلمية وبركاته الوجودية، ومن ذلك ما ذكره ابن حجر الهيثمي حيث قال: «وقد اختاره المأمون لكي يصاهره، لأنّه مع صغر سنّه فإنّه من حيث العلم والحلم فاق جميع العلماء» [8].

ويقول سبط بن الجوزي: «وكان على منهاج أبيه في العلم والتقوى والزهد والجود» [9].

وبعد الإمام الجواد عليه السلام تولّى ابنه الإمام الهادي عليه السلام‌

1. زمام الإمامة وزعامة الشيعة حيث ازدادت في عصره الضغوط وملاحقة الشيعة أكثر من السابق، فلم يملك هذا الإمام حرّية للعمل والنشاط الثقافي والعلمي في مساحة واسعة، ولكن مع هذه الظروف الصعبة فإنّ هذا الإمام قد ربّى‌ تلاميذ وأصحاباً كثيرين مضافاً إلى إجابته عن الشبهات العقائدية والأسئلة الفقهية والروائية.

إنّ ما ورد عن هذا الإمام من الأجوبة المتعدّدة وحلّ‌


[1]. الأنوار البهيّة للشيخ عبّاس القمي، ص 170.

[2]. الصواعق المحرقة، ص 203.

[3]. سير اعلام النبلاء، ج 9، ص 387.

[4]. المصدر السابق، ص 251.

[5]. أعيان الشيعة، ج 1، ص 101.

[6]. المصدر السابق، ص 102.

[7]. وللاطلاع على مناظرات الإمام الجواد مع يحيى بن أكثم، العالم‌المعروف في عصر المأمون العبّاسي، انظر: بحار الأنوار، ج 50، ص 75-/ 78. وكذلك فتوى هذا الإمام في كيفيّة قطع يد السارق، في مجلس المعتصم العبّاسي وفي حضور فقهاء ذلك العصر، وهذا دليل واضح على علم وفقه الإمام عليه السلام. (وسائل الشيعة، ج 18، ص 490، أبواب حدّ السرقة).

[8]. الصواعق المحرقة، ص 205.

[9]. تذكرة الخواص، ص 359.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست