responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 101

في الفقه رغم أنّ جماعة من أصحاب الأئمّة نقلوا روايات عنهم فيما يتعلّق ببعض المسائل الفقهية، ومع هذا الحال فقد ورد عن الإمام السجّاد عليه السلام‌ رسالة في الحقوق‌، ويبحث قسم من هذه المجموعة أحكام ومسائل فقهيّة وشرعيّة.

إنّ «رسالة الحقوق» للإمام السجّاد عليه السلام والتي أوردها الحسن بن شعبة في‌ «تحف العقول»، تتضمّن بيان خمسين حقّاً تقريباً، منها ما يتّصل بحقوق اللَّه على الإنسان وحقوق الإنسان على نفسه وحقوق العبادات كالصلاة والصوم والحج، على الإنسان.

ولكن منذ عصر الإمام الباقر عليه السلام فما بعد، تمّ تدوين كتب عديدة من قبل أصحاب الأئمة عليهم السلام.

ويذكر المرحوم الشيخ الطوسي في كتابه‌ «الفهرست» أسماء 900 من هؤلاء المصنّفين للكتب وربّما يكون لكلّ واحد تأليفات وتصنيفات عديدة [1].

ونعلم أنّ عمدة هذه الكتب قد كتبت في عصر أئمّة أهل البيت عليهم السلام إلى نهاية القرن الثالث، وهذا يشير بصورة جيّدة إلى اهتمام علماء الشيعة بأمر التدوين والحديث والفقه.

وممّا يجدر ذكره أنّه وبسبب عدم انفصال الأحكام الفقهية عن سائر العلوم، فإنّ مجموعة كتب الحديث تتضمّن روايات فقهية وكلامية وتفسيرية وما إلى ذلك.

ولكن بعض هذه الكتب تختصّ بالمسائل الفقهية من قبيل الكتب التي نقلت عن أبي‌رافع وابنيه، وكذلك بعض كتب الفضل بن شاذان ويونس بن عبدالرحمن (من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام) فإنّها دوّنت كالكتب الفقهية.

والشاهد على هذا المطلب أنّ المرحوم الشيخ الكلينيّ يذكر في موارد متعدّدة آراءهم في كتابه‌ الكافي‌ [2]، ومن جملة ذلك ما أورده في باب الطلاق والميراث والزكاة وأمثال ذلك. وكذلك ما نقله الشيخ الصدوق في كتابة «المقنع»، في‌مسألة أنّ المرأة كيف ترث من زوجها عن الفضل بن شاذان بدون أن يروي عنه رواية في هذا المجال، وهذا يفيد أنّ الفضل بن شاذان كان له‌كتاب في‌الفقه ليس على غرار الكتب الروائية.

وبالطبع أنّ تجريد الفقه من شكله الروائيّ إلى شكله الرسميّ والشموليّ قد تحقّق على يد الشيخ الصدوق حيث سنذكره في الكلام عن المرحلة الثانية للفقه.

الفصل الثاني: أبرز فقهاء أهل البيت عليهم السلام‌

أ) أئمّة أهل البيت عليهم السلام‌

يقف الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام على رأس سلسلة الفقهاء العظام في هذا العصر [3] حيث كان أفقه الناس بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

وقد كان للإمام عليّ عليه السلام آراء فقهية أفتى بها في مقام الإجابة عن أسئلة في مجال الأحكام، أو أظهرها في مقام العمل، أو في أيّام خلافته وخاصّة ما صدر عنه من تعاليم وأوامر لعمّاله.

الإمام عليّ عليه السلام هو باب مدينة علم رسول اللَّه‌ [4]


[1]. للاطلاع انظر: المراجعات، ص 598-/ 621.

[2]. الكافي، ج 7، ص 83 و 84 و 95 و 98 و 115 و 121.

[3]. بالطبع فإنّ إطلاق عنوان الفقهاء على أئمّة أهل البيت لا يخلو من تسامح‌من باب التماهي مع سائر الكتّاب الذين كتبوا في «مراحل الفقه»؛ لأنّ كلام الأئمّة عند فقهاء الشيعة نفسه يعتبر من منابع استنباط الأحكام. وإن أمكن القول في حقّهم أنّهم فقهاء من باب الخبراء بوجه أكمل في الدين، وفي بعض الروايات يطلق على أحد الأئمّة أحياناً الفقيه أيضاً، ومن هذا القبيل «كتب رجلٌ إلى الفقيه عليه السلام ...» (من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 238 و 258) وتعبير «قال الفقيه العسكري عليه السلام ...» (التهذيب، ج 1، ص 131).

[4]. الحديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» نُقل عن عشرات الكتب لأهل السنّة وأتباع أهل البيت (المراجعات، لمؤلفه السيّد شرف الدّين العاملي، تحقيق الشيخ حسين الراضي، ص 327).

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست