34. خيرالزاد

قال الإمام علي عليه السلام: «لا خيرَ في شي‌ء من أزوادها إلّاالتقوى». [1]

الشرح والتفسير

لما عاد عليه السلام من صفين وبلغ الكوفة وقف على القبور وجعل يخاطب أرواح الموتى بالحديث عن حوادث وأخبار الدنيا، ثم طالبها عليه السلام بأن تتحدث له وصحبه عن حوادث وأخبار عالم الآخرة ثم واصل عليه السلام كلامه ليشق ذهول من رافقه فقال: «أمّا لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير زاد التقوى» [2]. والواقع أنّ الروايتين المذكورتين وسائر الروايات المشابهة اقتباس من الآية الشريفة: «تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى». [3] فالزاد كان أمر غاية في الأهمية في الأسفار القديمة، خلافاً لما عليه اليوم حيث ليست له تلك الأهميّة. فكان المسافر في السابق عندما يسافر من قرية إلى أخرى ومنطقة لأخرى يعدّ بعض لوازم السفر والمواد الغذائية التي يعبّر عنها بالزاد والمتاع. ولابدّ أن يكون هذا الزاد: 1. قليل الحجم 2. لايتعرض للفساد.

[1]. نهج البلاغة، الخطبة 111.

[2]. نهج البلاغة، قصارالكلمات 120.

[3]. سورة البقرة، الآية 197.