12. الأخلاق وكنوز الأرزاق‌

قال الإمام علي عليه السلام: «في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق». [1]

الشرح والتفسير

حين بلغنا البحث حول صفة «حسن الخلق» في تفسير الأخلاق في القرآن، ج 3، ص 135 رأينا سعة هذا البحث، ورغم مطالعاتنا السابقة حول هذا الموضوع فقد وجدنا عبارات في القرآن والأحاديث قلّما وردت في مسألة أخرى. بعبارة أسهل فإنّ حسن الخلق والبشاشة والأدب وحسن التصرف مع الناس من أسس الإسلام. والروايات الكثيرة بتعبيراتها الرائعة الفريدة وتؤكد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يولي فائق الأهميّة لحسن الخلق.

وللأسف لم تلق هذه المسألة تلك الأهميّة في الأوساط الإسلامية بل عمل على العكس منها، حتى ظن البعض أنّ الفرد الملتزم لابدّ أن يكون عبوساً وعنيفاً وجافاً! والحال هذا خطأ كبير. الواقع ماورد في هذه الرواية إحدى الفوائد الدنيوية للأخلاق الحسنة. وقد دلت التجربة على‌ أنّ من حسنت أخلاقه حسنت معيشته وحياته. وقد اطّلعنا على إحصاء عن كيفية كسب وعمل بعض الكسبة يفيد أنّ الكسبة الحسني الخلق كانوا موفقين بنسبة 70% وسيى‌ء الخلق بنسبة 30%؛ اي ان 40% حصة حسن الخلق! ذلك لأنّ حسن الخلق يجذب‌

[1]. ميزان الحكمة، ج 3، ص 151، الباب 1114، ح 5079.