قال الإمام علي عليه السلام: «يا كميل إنّ ذنوبك أكثر من حسناتك، وغفلتك أكثر
من ذكرك، ونعم اللَّه أكثر من عملك». [1]
الشرح والتفسير
لابدّ من الإلتفات إلى الأمور التالية في تفسير العبارات الثلاث:
1. إنّ نعم اللَّه أكثر من قدرة الشكر لدى الناس مطلب واضح وبديهى. على سبيل
المثال لو سلبت من الإنسان النعمة الفضيلة للعين فأية مصيبة ستحل! فهل سيكون
الإنسان قادراً لو أدى شكر هذه النعمة فقط إلى آخر عمره؟ هنالك عين فياضة في عين
الإنسان تجعل سطح العين رطباً على الدوام ولولاها لآذت الأجفان العين وتذهب ببصره
خلال مدّة قصيرة، وهناك مادة في العين تمتصّ دمع العين ولولاها لكان الإنسان
باكياً دائماً! أو ليست هذه نعم إلهيّة عظيمة؟ ترى ماذا سيحدث لولاهما (العين
الفياضة ومادة امتصاص دمع العين)؟ أحياناً لدينا النعم التي لا نتوجه إليها طيلة
الحياة، حقاً إنّ نعم اللَّه أكثر من قدرة شكرنا نحن البشر.
2. أمّا العبارة الثانية: «وغفلتك أكثر من ذكرك» فيمكننا تصديقها بحساب بسيط.
كم