قال الإمام علي عليه السلام: «فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه اللَّه
لخاصّة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع اللَّه الحصينة». [1]
الشرح والتفسير
ّهت التقوى في هذا الحديث العميق المعنى، باللباس. فقد أشار أميرالمؤمنين عليه
السلام بهذه العبارة إلى الآية 26 من سورة الأعراف، حيث قال تعالى: «يَا بَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً
يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ» فقد
مَنّ اللَّه تعالى في هذه الآية على عباده باللباس، والتعبير «أنزلنا» بشأن اللباس
رائع، وسر ذلك أن اللَّه ينزل الماء من السماء فتشربه الحيوانات وتنمو به النباتات
وتتغذى عليه. ثم ينبت على أجسامها الصوف والشعر ليعد الإنسان من الصوف والشعر
لباسه. طبعاً يمكن القول لا يلزم في التعبيرات مثل «أنزلنا» أن يكون هنالك علو
مكاني مثل علو السماء بالنسبة للأرض، بل يكفي العلو المقامي فليس للَّهمكان خاص
وعليه حيث أفاض اللَّه تعالى على الإنسان اللباس عبّر بأنزلنا، وإن أعدّ هذا
اللباس على الأرض.