قال الإمام علي عليه السلام: «غاية الجود أن تعطي من نفسك المجهود». [1]
الشرح والتفسير
جميع موجودات عالم الوجود واهبة طبيعياً وتضع ما تملك تحت تصرف الآخرين، ويمكن
الاشارة إلى الشمس من هذه الموجودات، فالشمس تفيض على الدوام الضوء والحرارة والطاقة
على عالم الوجود. وتفقد الشمس إثر هذا الفيض ثلاثمائة ألف مليون طن من وزنها
يومياً. إلّاأنّ هذا الكائن العظيم البركة كالشمع يشتعل ليضيىء محفل كائنات
المنظومة الشمسية. وقد خلقت للإنسان زهرة وجود العالم والذي سخر لأجله جميع الكون
وله مقام يفوق الملائكة فهو خليفة اللَّه في الأرض والذي ينبغي أن ينسجم مع هذا
القانون الكلي فلا يحرم الآخرين ممّا لديه من إمكانات ولا يكون قطعة شاذة ضمن
كائنات العالم الفياضة. فهل يجدر بهذا الإنسان الذي يطلب من اللَّه كل شيء ويرجو
أن يقضي جميع حوائجه ويهبه كل مايسأله بينما يبخل هو ولا يلبي حاجة الآخرين؟
الرواية المذكورة توصي الجميع بالانسجام مع نظام الوجود وعدم التقتير على الآخرين
بكل ما يملكون من
[1]. إرشاد المفيد، ص 158 (نقلًا عن
ميزان الحكمة، الباب 633، ح 2977).