قال الإمام علي عليه السلام: «وفيه ربيعالقلب، وينابيعالعلم، وما للقلب جلاء
غيره». [1]
الشرح والتفسير
العبارات الثلاث غاية الرفعة والمضمون سيما إن إلتفتنا إلى أنّ من ساق هذه
العبارات الرائعة في وصف القرآن مَن تربى في أحضانه، ووقف إلى جانب النبي الأكرم
صلى الله عليه و آله منذ نزول الوحي حتى انقطاعه وكان من كتّاب الوحي. والخلاصة
قائل هذه الكلمات من ينبغي أن نتعلم منه القرآن؛ لأنّ تلامذته ابن عباس وكبار
مفسري القرآن فضلًا عنه عليه السلام. واستناداً لهذه المقدمة القصيرة نسلط الضوء
على هذه العبارات الثلاث.
1. «وفيه ربيع القلب» [2] ففي فصل الربيع تتفتح جميع الأزهار وتورق الأشجار وتخضر
الغابات والصحارى وتنضج الثمار، وبالتالي فإنّ الطبيعة برمتها حية وجميلة ورائعة
وطرية.
وإن هب نسيم القرآن على القلوب ينطلق ربيعها. فتتفتح براعم الأخلاق والصفات
الحميدة، وتنضبح ثمار التواضع والصبر والإستقامة وتذوب ثلوج وجود الإنسان التي
ظهرت إثر ذنوبه وتزول بالتدريج ما بقي من آثار الشتاء من رائحة الموت. ومن الواضح
أنّ