قال الإمام علي عليه السلام: «وفرض عليكم حج بيته الحرام، الذي جعله قبلة
للأنام، يردونه ورود الأنعام، ويألهون إليه ولوه الحمام ... وتشبهوا بملائكته
المطيفين بعرشه». [1]
الشرح والتفسير
الحج من أهم العبادات وله أبعاد مختلفة، كل منها أهم من الآخر. والبعد
الأخلاقي الذي خاض فيه الإمام عليه السلام في هذه الرواية أحدها. وليست هنالك من
عبارات أروع من هذه العبارات بشأن الحج؛ فالكعبة ينبوع الفيض الإلهي، والكعبة كهف
المسلمين الآمن إزاء المصائب والمصاعب، وبالتالي الكعبة كعرش اللَّه موضوع طواف
ملائكته المقربين. وعليه لابدّ أن يكون الحج مركز وكهف المسلمين تجاه العواصف
والمحن والبلايا، والحج لابدّ أن يروى العطشى. لكن نشعر اليوم بخطرين يهددان بزوال
روح الحج، من الضروري الإلتفات إليهما:
1. التركيز المفرط على الجانب المادي لرحلة الحج وجعل مكة والمدينة كسوق لعرض