إنّ الحوادث
المؤلمة التي تشهدها حياة الإنسان معلولة غالباً لسوء تدبير الإنسان وسوء إنتخابه
وسوء نيّته.
لكن تقع
أحياناً بعض الحوادث الأليمة بحيث لا يوجبها أي من هذه العوامل، ولها في الواقع
حكم الأدوية التي وصفها الطبيب الحق؛ أي اللَّه سبحانه وتعالى لعباده، وهذه
الأدوية وإن كانت مرّة إلّاأنّ آثارها العلاجية كبيرة ومهمّة، فقد تكون أحياناً
ناقوس خطر للتنبيه، كما تكون أحياناً أخرى وسيلة لإلفات نظر الإنسان إلى ضعفه
وعجزه وأخيراً تؤدّي إلى إزالة غرور وتكبّره.
وتارة تكون
كفّارة للذنوب، فهذه الأدوية رغم أنّها مُرّة، ولكنّها تصلح لعلاج الكثير من
الأمراض والنقائص وقد أوصى بها الطبيب الحقيقي للنفوس.