الساعة إضاعة الصلوات ... فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير اللّه و
يتّخذونه مزامير ... و يتغنّون بالقرآن ...» [1].
38- ما رواه عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «اقرءوا القرآن بألحان العرب و أصواتها و
إيّاكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن
ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية لا يجوز تراقيهم ...» [2].
أضف إلى ذلك ما دلّ على وضوح حرمته بين الناس و تحاشي الأئمّة عليهم السّلام
عنه بحيث يعرفه كلّ أحد مثل:
39- ما رواه معمّر بن خلّاد عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: خرجت و أنا
اريد داود بن عيسى بن علي، و كان ينزل بئر ميمون و على ثوبان غليظان، فلقيت امرأة
عجوزا و معها جاريتان فقلت: يا عجوز! أتباع هاتان الجاريتان؟ فقالت نعم، و لكن لا
يشتريهما مثلك! قلت: و لم؟ قالت: لأن إحداهما مغنية و الاخرى زامرة ... [3].
و ما دلّ على نزول البلاء على بيوت الغناء مثل:
40- ما رواه زيد الشحّام قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «بيت الغناء لا
تؤمن فيه الفجيعة، و لا تجاب فيه الدعوة و لا يدخله الملك» [4].
فهذه أربعون حديثا فيها صحاح و غيرها، و دلالتها على المطلوب قويّة، لا سيّما
بعد ضمّ بعضها ببعض، كما أنّ أسنادها متواترة، و عليه عمل الأصحاب به.
دليل المخالف:
ثمّ إنّه لا شكّ في أنّ الغناء كان مشتملا غالبا في تلك الأعصار و في كلّ عصر
على محرّمات كثيرة مضافا إلى هذا العنوان أهمّها: كون الغناء بأصوات الجواري
اللاتي يحرم استماع صوتهنّ قطعا بهذه الكيفية، فإذا لم يرض الشارع «خضوعهنّ في
القول» فكيف يرضى بمثل ذلك؟!
[1]. وسائل الشيعة، ج 12، ص 230،
الباب 99، من أبواب ما يكتسب به، ح 27.
[2]. وسائل الشيعة، ج 4، ص 858، الباب
24، من أبواب قراءة القرآن، ح 1.