12- و ما رواه إسحاق بن عمّار عن جعفر عن أبيه أنّ عليا عليه السّلام كان
يقول: «من تعلّم شيئا من السحر كان آخر عهده بربّه، و حدّه القتل إلّا أن يتوب» [1].
المقام الثّاني: في معنى السحر
و قد عرّف بتعاريف مختلفة في اللغة و لسان الفقهاء لا يخلو جلّها أو كلّها عن
إشكال و إبهام:
1- ما عن القاموس: أنّه ما لطف مأخذه و دقّ.
2- و في لسان العرب: السحر الآخذة، و كلّ ما لطف مأخذه و دقّ.
3- و في مجمع البحرين: يسمّى سحرا لأنّه صرف جهته.
4- و عن الأزهري: أصل السحر صرف الشيء عن حقيّته إلى غيرها.
5- و فسّر بعضهم: بإظهار الباطل بصورة الحقّ.
6- و بعضهم بالخدعة و التمويه.
7- و بعضهم: كلام يتكلّم به أو يكتبه أو رقيّة، أو يعمل شيئا يؤثّر في بدن
المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة.
8- إنّه: صرف الشيء عن وجهه على سبيل الخدعة و التمويه (و كأنّه من تركيب
بعضها إلى بعض) ذكره في مصباح الفقاهة [2].
و الظاهر أنّ شيئا من هذه التفسيرات لا تكون تفسيرا جامعا مانعا، فانّ مجرّد
لطف المأخذ و الدقّة، أو الأخذ بالعيون أو صرف الشيء عن وجهه، أو إظهار الباطل
بصورة الحقّ ليس سحرا، كما في الغشّ في الكلام و الأعيان الخارجية.
و كذا مجرّد الخدعة و التمويه أو صرف الشيء عن وجهه على سبيل الخدعة الموجودة
في أنواع الغشّ و المكر، لا يختصّ بالسحر، بل يشمله و غيره.
و الاولى ملاحظة حال مصاديقها الواضحة و استقرائها و استخراج جامع بينها،
فنقول (و منه جلّ شأنه التوفيق و الهداية):
[1]. وسائل الشيعة، ج 12، الباب 3، ص
577، من أبواب بقيّة الحدود، ح 2.