و قد ذكر الأصحاب تحت هذا العنوان امورا محرّمة كثيرة لم يذكروها في موضع آخر
من الفقه، بعضها يكتسب به، و بعضها ليس كذلك، فقد ذكر منها في الحدائق أقلّ من
العشرين [1] و
أنهاها في الجواهر بما يقرب من العشرين [2] و العلّامة الأنصاري قدّس سرّه بما يقرب من ثلاثين [3] و رتّبها على
حروف التهجّي. و بعض المتأخّرين أضافوا إليها بعض الامور الاخر، و هي في حدّ نفسها
مباحث قيّمة و فيها فوائد جمّة، و إن كان بعضها خارجا عن المعاملات، فإنّ «الكذب»
و «التشبيب بالمرأة الأجنبية» و «تزيين الرجل و المرأة بما يحرم عليهما» ليست امورا
يكتسب بها، لا كلّا و لا جزءا لشيء يكتسب به، نعم قد تكون مقدّمة و ذريعة لبعض
المكاسب، أو من المقارنات لها، و هذا لا دخل له بما نحن بصدده، لكن كثير منها من
الامور التي قد يكتسب بها، مثل مئونة الظلمة، و تدليس الماشطة، و القمار، و
الغناء، و عمل المجسّمة، و التنجيم، و الشعبدة، و القيادة، و قد يكون جزءا لعمل
كالغشّ، و مدح من لا يستحقّ المدح و شبهها، فلا بأس بالاقتداء بهم (رضوان اللّه
تعالى عليهم أجمعين) و سرد هذه المباحث أجمع، لأنّها من أشدّ ما يبتلى به، بل لا
بدّ من تعميم بعضها و بسطه و إلحاق ما فيه الحاجة اليوم إليها.
و ليعلم أنّ هذه الأبحاث كلّها أبحاث صغروية لبحث المعاملات، خلافا لغالب
المباحث الآتية في البيع، فإنّها كبروية كما لا يخفى.