responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 44

وهنا قدّم «سلمان الفارسي» اقتراحاً في هذه المعركة، وقد لقي هذا الاقتراح قبولًا لدى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قال سلمان:

«يجب استخدام المنجنيق لهدم هذه الأسوار وتدميرها»

ثم إنّ سلمان صنع لهم منجنيقاً وربط هذا المنجنيق بدبابتين، (والتي هي بمثابة دبابة صغيرة في هذا العصر تملك قدرة تدميرية كبيرة) وتمّ للمسلمين فتح تلك القلعة [1].

يقول «زيني دحلان» في كتابه عن السيرة النبوية: لقد استمر حصار الطائف ثمانية عشر يوماً حتى نصبوا المنجنيق، ويعتبر هذا أول منجنيق استخدم في الإسلام، وكان استخدام المنجنيق بتوصية من سلمان الفارسي‌ [2].

أضرار وسلبيات الشورى:

أحياناً يؤدي الالتزام بأصل الشورى إلى تأخير في انجاز المشروع واضعاف عنصر الحسم لدى القائد، وأحياناً تتبخر الفرص الذهبية بسبب اللجوء إلى المشورة، وبالتالي تكون النتيجة سلبية للمشورة، ولهذا نرى أحياناً أنّ بعض المدراء والقادة العسكريين لا يرغبون بهذا الأصل ويتحركون في عملهم بعيداً عن التشاور مع الآخرين، ولكن إذا قارنا الخسائر الناشئة من المشورة من الخسائر الناشئة من الاستبداد والتسرع والعمل بالرأي الشخصي فسوف نرى أنّ الاولى أقل بكثير من الثانية، وأنّ الاعتماد على الرأي الشخصي يفضي إلى نتائج وخيمة وعواقب خطيرة.

غاية الأمر لابدّ من السعي إلى ضمّ روح «المشاورة» إلى أصل «السرعة والحسم» والالتزام بهذين الأمرين سوية لكي نحضى بمجتمع فاعل ومتحرك ونضمن بقاء الحيوية في حركة الحياة ونقلل مهما أمكن من الخسائر والسلبيات.

***


[1]. السيرة الحلبية، ج 3، ص 134.

[2]. السيرة النبوية، مفتي مكة أحمد دحلان.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست