responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 18

وتفعيل حركة العلم والثقافة في المجتمع الإسلامي بدون الاعتماد على حكومة صالحة ومقتدرة؟

ومن هنا يتبيّن أنّ أحد الخطوط الأصلية في السياسات الاستعمارية هو الاستعمار الفكري، حيث وظف الاستعمار جميع قواه وإمكاناته للسيطرة على الأفكار والعقول من خلال المدرسة والجامعة ووسائل الارتباط الجمعي واستخدم كل ذلك في سبيل تسخير عقول المفكرين والمتعاطين في الشؤون الثقافية والسياسية.

والغاية التي يتوخّاها الاستعمار من ذلك هي اقصاء المصلحين الإلهيين وأصحاب الفكر النيّر عن الوسط المجتمعي لتحقيق أهدافه المشؤومة.

فإذا كانت البرامج الدراسية في المدارس والجامعات وعملية التثقيف والتوعية للناس من خلال وسائل الإرتباط العام بيد قوى الانحراف، ولم تكن بيد القوى المؤمنة والواعية، فكيف يمكن تحقيق أهداف الأنبياء في تربية البشر والتقدم خطوة إلى الأمام في طريق تهذيب النفوس وإصلاح الواقع الأخلاقي والاجتماعي في حركة الحياة؟

إذا كانت عملية التربية الثقافية والأخلاقية بيد الشياطين وقوى الشرّ والزيغ فسوف لا تتمكن القوى المؤمنة والإلهيّة من العمل في الفضاء الاجتماعي، فلابدّ من أجل الإمساك الأمور في هذا الشأن من الاستفادة من آليات «الحكومة الإلهيّة» واستثمار أدواتها في نشر الوعي الديني والأخلاقي السليم بين الناس.

إنّ إقامة العدل والقسط بين الناس وخاصّة إذا كانت العملية بشكل تلقائي وطبيعي ومنبعثة من عمل المجتمع، تعدّ هدفاً مهمّاً آخر من أهداف بعث الأنبياء الإلهيين في المنظور القرآني:

«لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ...» [1].


[1]. سورة الحديد، الآية 25.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست