لمّا كان العلمُ المكتسَبُ بالفكرةِ و الحاصلُ بغيرِ اكتساب فكري قسمين[1]: أحدُهما التصديقُ، و الآخرُ التصوّرُ، و كان المكتسَبُ بالفكرةِ من التصديقِ حاصلا لنا بقياس مّا; و المكتسَبُ بالفكرةِ من التصوّرِ حاصلاً لنا بحدٍّ ما; كان كما أَنَّ التصديقَ علي مراتبَ: فمنه يقيني يُعتقدُ معه اعتقادٌ ثان ـ إمّا بالفعلِ و إمّا بالقوّةِ القريبةِ من الفعلِ ـ أنّ المصدَّقَ به لا يمكنُ أَلاّ يكونَ علي ما هو عليه إذا كان لا يمكنُ زوالُ هذا الاعتقادِ فيه; و منه شبيهٌ باليقينِ: و هو إمّا الذي يُعتقدُ فيه اعتقادً واحدً; و الاعتقادُ الثاني الذي ذكرناه غيرُ معتَقد معه بالفعلِ و لا بالقوّةِ القريبةِ من الفعلِ بل هو بحيثُ لو عسي إن نُبّهَ عليه، بطَلَ استحكامُ التصديقِ الأوّلِ، أو إن كان معتقداً كان جائزَ الزوال إلاّ أنّ الاعتقادَ الأوّلَ متقرّرٌ لا يُعتقد معه بالفعل لنقيضِه امكانٌ; و منه إقناعي ظنّيٌ دونَ ذلك: و هو أَنْ يُعتقدَ الاعتقادُ الأوّلُ و يكونَ معه اعتقادٌ ثان ـ إمّا بالفعلِ و إمّا بالقوةِ القريبةِ من الفعلِ ـ أَنّ لنقيضِه إمكاناً و إِنْ لم يعتقد هذا فلأنّ الذهنَ لا يتعرّض له و هو بالحقيقةِ مظنونٌ; كانت القياساتُ أيضاً علي مراتبَ.
[1] نگاه كنيد به: التحصيل، بهمنيار، به تصحيح و تعليق مرتضي مطهري، چاپ 1349، ص192، نيز اساس الاقتباس، خواجه نصيرالدين طوسي، به تصحيح مدرّس رضوي، چاپ سوم1361، دانشگاه تهران، ص340.