وهذا الضرب من
النص وإن لم يظهر بين مخالفي الشيعة ، كظهور غيره من النصوص فلأغراض أوجبت إعراضهم
عن التواتر بنقله. ودعتهم إلى كتمانه ، فلذلك جاء [٢] في نقلهم
آحادا وفي نقل الشيعة متواترا ، لأنهم مع اختلافهم وتباين آرائهم ، وبلوغهم في
الكثرة حدا يستحيل معه حصول التواطؤ وما يجري مجراه ، وتساوي طبقاتهم في ذلك ، وكون
المنقول مدركا في الأصل لا شبهة في مثله [٣] قد أطبقوا على نقله وقد بنوا بروايته خلفا عن سلف ، فهو
بينهم شائع ذائع لا يرتاب فيه منهم بعيد ولا قريب ، ولا يزال إجماعهم منعقدا عليه
من لدن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الآن بل إلى انقضاء التكليف ، فلو لا أنه حق وأنهم
صادقون في روايته ونقله لم يكن لشيء من ذلك وجه ، وفيه المراد.
أولها
: نص يوم الغدير : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فعلي مولاه » [٥]. ولا ريب عند
محصل أنه قدم مقدمة تفيد نفاذ الأمر وإيجاب الطاعة ، وصرح فيها بذكر « الأولى »
بذلك ، ثم عطف عليها بهذا اللفظ الذي هو في معناها ، فكان مراده بالجملتين واحدا ،
إذ المولى بمعنى الأولى ، ولو أراد به غيره لم يكن كلامه مقيدا ، فإن جميع ما
تحتمله لفظة « مولى » من الأقسام المعروفة في اللغة لا تصح أن تكون