responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح المنهاج: الإجتهاد و التقليد نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 307

* وان اغتيب فأنت الهامز اللمزة*

فان الهامز هو الطاعن والعائب، بل ما ذكره غير واحد من تفسير الهمزة واللمزة بالمغتاب شاهد بأن المنظور في الغيبة الاعابة، لا محض ذكر العيب، لان الهمز واللمز الإيقاع في عرض الإنسان وعيبه.

وكذا ما ورد من الأمر بنصرة المغتاب، والرد عنه، فان ذلك يناسب كون الغيبة نحوا من الهجوم عليه والانتقاص منه، وإلا فمجرد ذكر العيب في غير مقام النتقاص لا موضوع معه للرد إلا بتكذيبه، ومن البعيد جدا اختصاص الرد به، خصوصا مع ابتناء الغيبة على كون الأمر المقول حقا، وإلا كانت بهتانا.

بل الظاهر أن المراد به ما يعم توجيه ما نسب له بحمله على ما لا يوجب النقص أو على ما يقلل من شأنه.

وبالجملة: التأمل في ما ذكرنا شاهد بأن المعيار في الغيبة ليس على ذكر العيب، بل على الاعابة والانتقاص، ومن هنا لا يبعد صدقها على الاعابة بما لا يكون عيبا في الواقع، كالقصر ونحوه، كما اشير إليه في خبر عائشة الآتي، فلاحظ.

هذا وفي كلام غير واحد من اللغويين ممن تقدم وغيرهم أن الغيبة هي ذكر الرجل بما يكرهه، ولعله هو المشهور عند الفقهاء، بل ذكر شيخنا الأعظم قدس سره عن بعض مقاربي عصره: أن الإجماع والاخبار متطابقان على أن حقيقة الغيبة أن يذكر الغير بما يكره لو سمعه.

وظاهر غير واحد من اللغويين أنه مأخوذ من الأخبار، وهو المصرح به في جامع المقاصد وغيره.

وكأنهم يريدون ما في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأبى ذر رضي الله عنه: (قلت: يا رسول الله وما الغيبة قال: ذكرك أخاك بما يكره)[1]. وقريب منه النبوي الآخر الذي رواه العامة[2].

وفيه- مع ضعف السند- أنه ظاهر في إرادة ما يكره ذكره به ونسبته إليه، ولازمه صدق الغيبة بذكر ما يكره نسبته إليه لا من جهة العيب أو الاعابة، بل من جهة أخرى، كالتواضع أو الحذر من ترتب بعض المشاكل عليه كوصف الإنسان بأنه ذو


[1] الوسائل، ج 8، ص 604، باب 154 من أبواب أحكام العشرة، حديث 2.

[2] الوسائل، ج 8، ص 602، باب 152 من أبواب أحكام العشرة، حديث 22.

نام کتاب : مصباح المنهاج: الإجتهاد و التقليد نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست