responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 161
وفي جميع هذه الحقول يظهر للباحث آثار النضج الذهني، وسعة الفكر في دراسات الشهيد وكتاباته.
ومما يثير العجب في نفس الإنسان أكثر من أي شئ آخر أن حياة (الشهيد) كانت مجموعة من الرحلات والأسفار الطويلة والشاقة، ومع ذلك فقد استطاع الشهيد أن ينمي ثقافته الفقهية، والعامة خلال هذه الرحلات، وما كان يتخللها من أيام الدراسة في (الحواضر العلمية) في وقته إلى هذا المستوى.
وهذه ظاهرة غريبة لا نملك تعليلا لها غير توفيق من الله، ونبوغ ذاتي أتاح له أن يجمع شتات العلوم والآداب في حياته هذه القصيرة المضطربة بين الرحلات والخوف.
وليست الثقافة الواسعة، والذهنية المتفتحة الواعية هي ميزة (الشهيد) الوحيد، فقد كان (الشهيد) من المعدودين من أولياء الله المقربين وممن وفق لتهذيب نفسه وتكميلها، والتغلب على عوامل الشهوة والهوى والطاغوت في نفسه، والإخلاص لله تعالى حق الإخلاص في كل جزء من سلوكه.
وكانت لياليه عامرة لله، واستغفاره والصلاة له وتسبيحه، ونهاره عامر بالدراسة ولتأليف، والتعرض لحاجات الناس، وتوجيه الناس وإرشادهم، فكانت حياته كلها حلقات متصلة من العمل والدراسة والعبادة والجهاد في سبيل الله.
وأروع ما في هذه الحياة الخاتمة الناصعة التي ختمت حياة (الشهيد) وألحقته بركب الشهداء والصالحين.
فكانت حياته حياة نموذجية، وكان هو مثلا أعلى للتقوى والعمل وكان التراث الفكري الذي خلفه من بعده، والذرية الطاهرة التي أعقبها
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست