نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 73
قتل مظلوما فلم ينصره أحد و الله تعالى غضب لناقة فأهلك الأرض و من عليها و قد قتل هو [1] و أهل بيته و سبي الباقون منهم فأملى الله لهم و لم يظهر غضبه عليهم فليعرفنا ما عندك [2] في ذلك مأجورا إن شاء الله تعالى.
و الجواب و بالله التوفيق أن الله تعالى وعد رسله و المؤمنين في الدنيا و الآخرة بالنصر فأنجز وعده في الدنيا و [3] منجز لهم وعده [4] في الآخرة و ليس النصر الذي وعدهم به في الدنيا هو الدولة الدنيوية [5] و الإظفار لهم بخصومهم و التهليك لهم إياهم بالغلبة بالسيف و القهر به و إنما هو ضمان لهم [6] بالحجج البينات و البراهين القاهرات و قد فعل سبحانه ذلك فأيد الأنبياء و الرسل و الحجج من بعدهم بالآيات المعجزات و أظهرهم على أعدائهم بالحجج البالغات و خذل أعداءهم بالكشف عما [7] اعتمدوه من الشبهات و فضحهم بذلك و كشف عن سرائرهم و أبدى منهم العورات و كذلك حال المؤمنين في النصر العاجل إذ هم مؤيدون في الدنيا [8] بالبينات و أعداؤهم مخذولون بالالتجاء إلى الشبهات.
فأما ما وعدهم [9] تعالى من النصر في الآخرة فإنه بالانتقام لهم من الأعداء و حلول عقابه بمن خالفهم من الخصماء و حميد العاقبة لهم بحلول دار الثواب و ذميم عاقبة أعدائهم بصليهم [10] في العذاب الدائم و العقاب أ لا ترى إلى قوله تعالى وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[11] فأخبر عز اسمه أنه لا ينفع أعداء الرسل و المؤمنين