نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 37
(فصل) فأما قول السائل إن أمير المؤمنين ع سأل الله إبدالهم به شرا منه و التمس منه الشر مع أنه تعالى لا يفعل الشر [1] فالوجه فيه على خلاف ما ظنه و هو أنه ع لم [2] يسأل الله سبحانه أن يفعل بخلقه شرا و لا أن ينصب عليهم شريرا لكنه سأله التخلية بين الأشرار من خلقه و بينهم عقوبة لهم و امتحانا و سأله أيضا أن لا يعصمهم من فتنة الظالمين بما قدمت أيديهم مما يستحقون به العذاب المهين و نظير ذلك في معناه قوله تعالى وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ[3] و قوله أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا[4] و قوله تعالى وَ كَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها[5] و لم يرد بذلك البعثة التي هي بعثة الرسل و لا الأمر بذلك [6] و الترغيب فيه و إنما أراد التخلية و التمكين و ترك الحيلولة بينهم و بين المذكور [7] و هذا بين و الله المحمود.