المطلب الثاني في الآداب التي ينبغي على القاضي رعايتها
[ما يستحب للقاضي رعايته]
(يستحب سكناه في وسط البلد)؛ ليرد الناس عليه متساوين، و ربما علّل بأنّه أقرب إلى التسوية بين الخصوم، و فيه ما لا يخفى.
(و الإعلام بقدومه) بأن ينادى به، إذا كان البلد وسيعا.
(و الجلوس) للقضاء (بارزا) بأن يجلس في رحبة أو مسجد؛ ليسهل الوصول إليه.
و يكون (مستدبر القبلة)؛ ليكون وجه الخصوم إليها.
(و استعلام حال بلده)؛ ممّا يحتاج إليه من مراتب الناس في العلم و الصلاح ممّن يثق به (من أهله) أو من الأجنبي المطّلع.
(و البدأة بأخذ الحجج) التي للناس على معاملاتهم؛ من البيع و المداينة و المصالحة و العتق و المناكحة (من المعزول)، و كذا غير الحجج من ديوان الحكم، و هي- كما في كشف اللثام [1]- الخرائط و الصناديق و نحوها، أو البيت المعدّ لذلك إن كان وقفا أو رضي المالك، و كذا وثائق الناس أعني رهونهم، و المحاضر و هي نسخ ما ثبت عند الحاكم، و السجلّات و هي نسخ ما حكم به،