أنْ ترجع إلى فقيهٍ لتطبّق فتواه ، فتفعل ما انتهى رأيه إلى فعله ، وتترُك ما انتهى رأيه إلى تركِه ، مِن دون تفكير ، وإعادة نظر ، وتمحيص ، فكأنّك وضَعت عمَلَك في رقَبَتِه ( كالقلادة ) محمّلاً إياه مسؤوليّة عمَلِك أمام الله .
ولمـاذا نـقلِّد ؟
ـ عرفتَ فيما مضى أنّ الشارع المقدّس قد أمرك ، ونهاك.. أمرَك بواجبات يتحتّم عليك أنْ تؤدّيها ، ونهاك عن محرّمات يتحتّم عليك أنْ تمتنع عنها ، ولكنْ بماذا أمرك ، وعن ماذا نهاك ؟ بعض ما أمرك به واضح في الشريعة تستطيع ـ ربّما ـ من خِلال ما ربّتك عليه بيئتك الملتزمة أنْ تشخّصه ، وبعض ما نهاك عنه واضح كذلك تستطيع ـ ربّما ـ مِن خلال تنشئتِك المحافظة أنْ تميّزه . والكثير الكثير ما بين هذه وتلك مِن الواجبات والمحرّمات ، ستبقى مجهولةً لك وللكثيرين مِن أمثالك غائبةً أو غائمة .